زُهد.

3.6K 146 252
                                    


قد لا ترتبط المشاعر داخلنا بأشخاص دائميّ المرافقة لنا، وخصوصًا تلك المشاعر التي لا سُلطة لنا عليها.. نسير خلفها مُرغمين لا حول ولا قوة لمواجهتها او إيقافها، اين ما ارادت بزجّنا ستفعل دون الإكتراث لنتائج هذا الامر.

حينما عادت هانجي الى المعسكر، بل الى بيتها الذي لم يكن يدوي بداخله صوت عندما اختفت.. عانت من سوء تغذية كبير لم تسلم منه بسهولة، ظلت فترة كبيرة ترفض معدتها الاكل وتُرجع كل ما دخل جوفها مما أنقص وزنها كثيرًا.. حاول جميع اصدقائها مساندتها في هذا الامر ولكن دون جدوى، ازداد الامر سوء عندما أصبحت تعاني من ارتفاع حرارة مُستمر.. وهنا، قرر ايروين وضع حد لهذا الامر وطلب بإرسالها الى احد المستشفيات الكبرى في وسط المدينة، قُبل طلبه من قِبل الادارة العُليا للفيلق وتم بالفعل نقل هانجي الى المستشفى حيث تلقّت العلاج اللازم و المساعدة المعنوية لتخطي المرحلة الصعبة التي مرت بها، لم تكن بسبب تلك الازمة بسبب بقائها في الغابة فهي شجاعة ومتهورة الى حد يجعلها سعيدة بخوض تجربة كهذه ولكن سوء التغذية الذي عانت منه اثر سلبًا على نفسيتها فأصبحت في مزاج حاد اغلب الوقت وتعاني من اواجاع لا تنتهي في الرأس مما افقدها شغف الحياة، ولكن مع وجودها في المستشفى وتوصيات الادارة عليها فحالتها في تحسّن مُستمر.

بعد مرور فترة من الزمن ..

إستيقظ فحميٌ الشعر و بدأ روتينه اليومي بتفريش أسنانه ثم غسل وجهه وبعدها يعود الى سريره ويقوم بترتيبه وينتقل الى خزانته لإرتداء زيّه العسكري، خرج قبل ان يُنهي تزيّين ياقته فبدا مشغولاً بها أثناء إغلاقه لباب غرفته، رأته تلك صاحبة الشعر البرتقالي فهي تقف منذ فترة منتظرة خروجه من غرفته، قررت الاقتراب منه وفتح محادثة بسيطة كالعادة.. اقتربت حتى نظر اليها بطرف عينه، ابتسمت واومأت بخفة
بيترا: صباح الخير ايها العريف ..
ليفاي: صباح الخير بيترا
بيترا بتلعثم: هل اساعدك؟

نظر اليها بملامحه الجامده ثم نظر الى الفراغ فوقها
ليفاي: لا، استطيع تدبر الامر بنفسي، ولكن هل صنعتِ لي كوب شاي من فضلك؟
هزت رأسها بمبالغة: بالطبع! سأحضره خلال لحظات
ليفاي بذات الجمود: جيد.

تحرك نحو قاعة الطعام بينما بقيت هي في مكانها تحاول كبح خجلها، انه يُحب الشاي الذي تصنعه و دومًا ما يطلبه.. هي تُقدس هذا الامر فهو الامر الوحيد الذي يُشعرها بمدى اهميتها لديه، انطلقت لصنع الشاي بينما كان قد وصل بخطواته البطيئه الى القاعة، نظر نحو طاولتهم المعتادة فوجد رفقاءه وهم قد سبقوه.. سار نحو الطاولة المخصصة لتوزيع حصص الطعام واخذ حصته والتف نحو طاولته، وضع طبقه ثم تنهد وجلس
ليفاي: صباح الخير يا رفاق
نانا، مايك، ايروين: صباح الخير

نظر نحو الطبق فوجده خبز محمص، بل انه شِبه محروق ومدهون ببعض الزبدة والى جانبه طبق صغير يحمل بعض المربى، تكونت ملامح مشمئزة في وجهه ثم تحدث
ليفاي: تشه.. هل يُسمى هذا إفطار؟
نانا: يبدو ان مزاج الطباخ سيء فقد احرق الخبز لدى الجميع

حُب من العدم || ليفايهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن