حُب من العدم || ليفايهان

إشتياق ~

*بعد مرور فترة من الزمن*

أقبل الثلج يكسو سقوف المنازل بلونه الأبيض، يُزين السماء بتساقطه بهدوء من بين نسمات الهواء الباردة التي تلامس عظام السُكان، لطالما احبّته.. طالما إلتزمت الجلوس بجانب النافذة تتأمل السماء داكنة اللون وهي تُضيء بنجومها في ليالي البرد، لكنها الان لا تُحبذ كل ما مضى من حياتها، فلكل تلك الذكريات اثار تتعلق بهم، بأصدقائها الذين تحولوا فجأة الى اشخاص لا تعرفهم، منذ ان تحولت تلك الوجوه الاقرب اليها وهي لم تعد تثق حتى بنفسها.. فكما تغيروا، سيتغير الجميع بالتأكيد، قاطع شرودها طرق احدهم للباب، التفت لترى من الطارق وتحدثت
هانجي: إدخل..

ظهر ظله الطويل فعرفته، كان ايروين، ابتسم وتحدث بينما يُمسك بطرف الباب
ايروين: هل استطيع الدخول؟
هانجي مبتسمة: اجل.. تفضل

اقترب منها بهدوء وجلس بجانبها ينظر الى ما تُحلق به عيناها..
ايروين: ان السماء جميلة اليوم.. مليئة بالنجوم
هانجي: اجل.. قد لا يتكرر هذا المنظر مجددًا
ايروين: حتى انتِ هانجي، اصبحتِ مختلفه، و اعتقد انكِ لن تتكرري.. هل ما زلتِ ترفضين البوح بالسبب الذي غيّركِ؟

انزلت رأسها، ثم تنهدت واعادت النظر اليه، رفعت نظارتها عن عيناها لتستقر فوق جبينها..
هانجي: ان الأمر معقد ايروين.. وليس بالاهمية التي تتخيلها لذا تجاهله فحسب
ايروين: لا يُمكنني، انكِ صديقتي في المقام الأول، ثم انتِ نائبة القائد انسيتي هذا؟ عليّ الاهتمام بكِ
هانجي بسخرية: الامر بعيد كل البُعد عن كوني نائبة القائد.. ايروين، هلَ فكرت مرة اخرى في تنصيبي بهذا المنصب؟ اعتقد انني لا اصلح
ايروين: لا احد يُمكنني الثقة به لهذا المنصب سواكِ، حتى ذاك القزم المتهور لا استطيع الثقة به في قيادة الفيلق

حدقت في الفراغ خلفه، فأدرك ما اراد
ايروين بلطف: هانجي، اصبحتُ متأكد بأن الامر يخص ليفاي.. هل هذا صحيح؟
هانجي بحزن: لم اعد استطع النظر الى وجوه الجنود من شدة الخجل، لا اعلم من ذاك اللعين الذي استغل علاقتنا لنشر هذه الاحاديث

حدق بها للحظات، ثم تحدث بعدما حاول ترتيب كلماته كي لا يُثير غضبها
ايروين: و هل هذه حقًا مجرد احاديث؟
نظرت اليه بسرعة: إيروين...؟ انت ايضًا ..؟
ايروين: هانجي، انا لا اركما كما يراكم الجنود، اجل هم يستمتعون بتناقل هذه الاحاديث عن أحد اهم كِبار الرؤساء في الفيلق وهذا امر مُسلّي لجنود متفرغين طيلة اليوم، ولكن، بالنسبة إليّ فأنا ارى انكما بالفعل قد تغيرت تصرفاتكما إتجاه بعضكما البعض فجأة.. وهذا الامر قبل انتشار الاحاديث، مما اكّد لي صدق ما قيل.. لذا يُمكنكِ الارتياح لي والحديث لعلي اساعدكِ