حُب من العدم || ليفايهان

هَانجي.

في غابة كويز:

تتدلى ساقها اليُمنى من على الجذع الذي تجلس عليه بإرهاق، قد مضى يومان على حالها هذا.. بلا طعام ولا شُرب ولولا انها تسقي بعض عطشها بماء المطر المتساقط عليها لجفّت عروقها، بدأت تشعر بالانهزام.. ترى شبح الموت وهو يحاوط الغابة كلما إزداد الظلام وحل الليل، تتسلل تلك الدموع من عيناها رغم جفاف جسدها.. لم تكن تتخيل انها قد تكون ضعيفة الى هذا الحد لدرجة انها لم تكن تُصدق انها هانجي ذاتها التي عاشرتها طيلة حياتها، بدت شخص اخر، شخص مُحبط وغير قادر على النهوض من جديد.. مالت برأسها نحو الارض، تلف في عقلها افكار سوداوية تقترح عليها رمي جسدها من فوق هذا الجذع لينتهي هذا الكابوس.. لا تريد ان تكون متهالكة وضعيفة، تريد ان تكون كما عاشت طيلة حياتها! قوية وعنيدة كالجبال التي لا تهتز رغم كل الظروف، نهضت بتكاسل وهي تحاول الضغط على جسدها ليستقيم، تدلت قدمها الاخرى ونظرت نحو الارض..

* هل حقًا سأفعلها..؟ ابهذه السهولة ستموتين هانجي؟ مُنتحرة من قلّة حيلتك؟ لن يُصدق احد هذا، يا لسخرية القدر! لم تموتِ في كل البعثات التي شاركتِ فيها منذ انضمامكِ للفيلق، لم يستطع احد تلك العمالقة امساكك ابدا.. ثم ماذا؟ تموتين بالسقوط من فوق شجرة؟ اللعنة على عجزكِ هذا .. * تجعد وجهها الغاضب وبدأت تضرب بقيضتها الجذع الذي تجلس عليه من شدة الاسف على حالها، بكت كثيرًا حتى اسقط الارهاق رأسها على جانبها الايسر ونامت..

في معسكر الفيلق:

يستعد ليفاي والمجموعة المنتقاة لمرافقته في رحلة البحث عن هانجي، انها اول رحلة تسير بهذا الهدف، البحث عن مفقود ربما يكون قد أُكل! لكن التفريط بعالمة مثل هانجي امر لا يحتمل التأخير في حال وجد بصيصُ امل، تقدموا بسرعة نحو البوابة هذه المرة مُستغلين صفاء الجو وخلو السماء من الغيوم، فُتحت البوابة وانطلقت الاحصنة، تحدث ليفاي وهو يتقدم الفرقة المكون من ٢٠ جندي

ليفاي: عليكم توخي الحذر قدر المستطاع، غايتنا البحث عن هانجي وليس مواجهة ايُ عملاق!

ساروا في خط مستقيم محاولين الوصول بسرعة نحو الغابة، كان هو يسير تبعًا لما تلمحه عيناه من سير احصنة مايك ونانا بجانبه، فعقله كان مشغولاً بتخيل احداث سعيدة يجب ان تحدث! فهو يريدها ان تحدث.. لا يريد الرجوع دون تحقيق هدفهم، يشد على سرج حصانة بقوة كلما شعر بأنه في حاجة لبث الامل داخله.. ها قد اقتربوا من الغابة ومن حسن الحظ لم يصادفهم ايُ عمالقة، سمع صوت نانا الصادر من جانبه
نانا: سنتفرق الان الى مجموعات، ابحثوا جيدًا في الارض وفي اعالي الاشجار، فور رؤيتكم لها اطلقوا الدخانية الخضراء مفهوم؟
الجنود: عُلم!