كانت المرأة في بلادنا قطعة من قطع الآثار، ليرة ذهبية ملفوفة بالقطن، تعويذة كتبها شيخ لا يعرف الكتابة، ثم انفكَّ السحر يا صديقي وخرجتِ من قطنك، من الصدفة الباردة المغلقة وها أنت تجلسين أمامي أغنية بطولة تقرع نوافذ الشمس
دارت العقارب و مرت الستون ثانية و لم يتغير حالهم لازلت كلتا يديها متعلقتان بجانبي معطفه و لاتزال يداه تحتضن برفق ظهرها و وجنتيها..لازالت شفتيه المعانقة لخاصتها لم تبتعد
كلاهما ذكريات الماضي تجعله يتمسك بتلك اللحظة و كأنها اللحظة الفاصلة بين الموت و بينه... صوتها و هي ترفضه ثلاث مرات يجعله يتمسك بكل طاقته باللحظة التي وافقت فيها دون رفض مسبق...صمتها اامخيف السابق للإجابة يجعله يحاوطها بذراعيه أكثر...شعوره بإرتجافاتها الٱن داخل أحضانه بقدر ما يحرقه بقدر ما جعل أنامله تبدأ جولاتها الحانية على طول ذراعيها
أما هي فلا يزال هناك ذلك الصوت المرتعش الصغير داخلها يضطرب بشكل جعلها لا تريد أن تفارق هذا الدفء المنبعث منه حالياً أبداً..ليس قبل أن تستطع إسكات ذلك الكامن في صدرها أبدياً أولاً..ليس قبل أن تصمت تلك المقارنة و ينتصر فيها دينيز ٱركان بجدارة
و لكن بعد لحظات شعرت برئتيهما تُفرض كامل سيطرتها على الموقف و تبعدهما قسراً بحثاً عن شيء من التعويض عن فقدان الهواء و يعيد هو فتح عينيه كذلك
يراها بوجنتيها المحمرتان كثمرتي الفراولة الطازجة و يديها الصغيرتان المثبتتان على صدره بينما تهدلت بكتفيها و رأسها للأسفل خجلاً و عينيها لايزالوا مغلقتان حتى إنه لن نخطئ أبداً إذا قلنا إنه لم يقدر شيء على فتحهما غير قُبلته الصغيرة على جبهتها بعمق تفوح منه رائحة الفخر
- benim Prenses..
" أميرتي..."
صحيح إنها فتحت عينيها و لكنها لم تفتح فمها بعد..تابعته بعيون ولهانة بالحب بشفاه صامته و هو يضم رأسها بحنو بالغ ناحية قلبه مُقبلاً منابت شعرها بعمق مسترداً في نفس تدليله الحنون
- Ruhum partner
" شريكة روحي "
تبتسم بخجل و هي ترفع أطراف أصابعها لتلمس سترته بلطف شديد مستمرة برسم دوائر خفية على قلبه حتى قاطع مسارها بأنامله التي تمسكت بيدها رافعاً إياها لمستوى شفتيه مُقبلاً ظهر يدها و أصبعها المحتوي على خاتمه الٱن مغمغماً بإبتسامة لعوبة
- أرعبتني بصمتك يا صغيرة... للحظة ظننت أنها النهاية
حينها أدركت أن صمتها لن يدوم و أن نظراتها المحبة لم تعد كافية كتعبير عما يدور في خلدها مما جعلها تضم أصابعها حول يده الممسكة بها و كفها الأخرى تمسح على لحيته الطويلة ببطء كما مسحت قسمات وجهه بمقلتيها العالق في طرفهما دمعة يتيمة
- دينيز...أنا أحبك.. أحببتك دائماً...أحبك و لكنن ..
فوراً تخرس الكلمات في فمها بإقترابه برأسه منها مغمضاً العينين مستنشقاً ذلك الهواء الهارب من رئتيها براحة تامة و كأنه لايزال يريد التأكد من أنها الٱن أصبحت إمرأته ولا مزيد من الركض والهرب أكثر..
- لا يهم...لا يهم أبداً...
في البداية كادت تجادله رغبةّ منها في الإسهاب في
مبرراتها و لكنها بعد لحظات قليلة من التفكير عادت الإستسلام رامية رأسها على صدره بإسترخاء معيدة تكرار كلامه بإقنتاع تام هذه المرة
- أنت محق..ليس مهم..أنت هنا الٱن
يمسح على شعرها مطولاً لعشر ثواني ثم ينسحب رويداً رويداً حتى يبتعد بضع بوصات عنها ثم يثني ذراعه كي تضع يدها في ذراعيه شروعاً في الخروج من المكان
يسير بخطوات ثابتة و وجه رزين تعلوه إبتسامة شبه خفيه عكس تعبيراتها الضاحكة المبتهجة و رأسها التي كثيراً ما تميل به إستناداً على كتفه حتى تفاجئت به يسحب ذراعه المتعلقة به و يحاوط كتفيها به فاسحاً مجال أكبر لرأسها كي تسترخي أفضل مستكملاً طريقه نحو الخارج في صمت من الطرفين بينما علقت عيونه بالطريق و عيونها بالخاتم اللامع في أصبعها يعدها بمستقبل أكثر إشراقاً
و لكن لحظة... لم يخرج من نفس المكان التي دخلت منه؟ و لم إنجرفت خطواته نحو ذلك الجسر الخشبي المحاط بمياه البحر من تحته و في نهاية مساره الكثير من اليخوت الفاخرة و الزوارق البحرية السريعة
Bi'dakika biz..geri dönmüyor muyuz ?
" دقيقة نحن..ألن نعود ؟ "
يبتسم بجانبية بلا رد فتفهم صاحبة الشعر البركاني أن إجابته السكوت تلك تعني لا في قاموسه و لكنها لا تستطيع إسكات ذلك الفضول لمعرفة المزيد الكامن في صدرها كلياً رغم ذلك
- hoşuma gitti mi sana...?
" هل أعجبك هذا..؟ "
حينئذ تأكد من أنه بات يتوجب عليه التوقف عن السير و الصمت في ٱن واحد مستديراً بجسده نحوها متحركاً بذراعيه كي يحاوط خصرها بقوة جعلت عينيها يسقطان على ذراعيه مستفهمة عن السبب و لكن حتى هذا تفشل فيه حين يرفع هو ذقنها نحو مجدداً و تتلاقى عيونها بعينيه الضاحكتان من جديد
- ليس الٱن أبداً..لا داعي لنخرج للواقع الٱن
تبتسم خجلاً و من ثم تتفض رأسها و كأنها تحاول الإستيقاظ من هذا الحلم الطويل الذي رمت نفسها فيه في لحظة تصادم نهرين العسل خاصتها بالليل الكاحل الأبدي في عينيه...لازالت عيناه مهيبة بنفس الدرجة التي رأتها فيها أول مرة...لازالت ملامحه الصارمة تأسرها بنفس الوقت..نفس الإبتسامة البسيطة منه تستطع جعل الفراشات تطير في معدتها كل مرة.. حتماً شخص مثله و أمور بروعة التي عاشوها سوياً هي أمور أبعد ما يكون عن ماضيها وأبيها و حياتها المريرة
- Rüyada mıyız ? Dünya'da en iyi en uzun rüya
"
أنت تقرأ
Aşk Adası
Romanceالمحبون هم أكثر الناس حماقةً في العالم و لكنهم فقط لا يرون الحماقة التي يقترفونها فهم يخطئون في حق أنفسهم حين يظنون بان هناك شيئاً في الحياة يحمل إسم الحب و في الواقع الحب ليس إلا كذبة اخترعها الشعراء لبيع كلماتهم البلهاء للمراهقين السُذَّج لكسب الم...