قلبين بين براثن العشق

554 52 21
                                    

و حتى في هذا الزحام العنيد الذى يجعل من تواجدك مستحيلاً وسط هذا الحشد
لازلتِ تطارديني.. ولازالت عيني تراكِ حيثما اذهب و وسط إدعائي بأني ها قد نسيتُكِ وانتصاري إني لا أبالي باختفائك لازال يستشعر قلبي وجودكِ
و كل ما أفعله هو مجرد تمثيل..كمن يمثل وقوع الجريمه بعد حدوثها...الفارق هنا يا عزيزتي بأن وقوع تلك الجريمه هي وقوع قلبي فى حُبك انتِ...و حتى صرخاتي التي أريد إطلاقها للتشويش على نبضات قلبي لا تجدي نفعاً ففي كل مرة أود أن أصرخ ينبض قلبي مُستشعراً وجودكِ أمامي كأنكِ هُنا...حتى واناِ أحارب بكل جوارحي لعزل قلبي بعيداً عن سحركِ لازال قلبى متُعلقاً بكِ..فكيف لي أن أكف عن حباً يحاصر داخلي ؟..حُبكِ محاصراً داخل قلاع روحي بدون طعام ولا شراب كل ما يستمد منه الحياة هو قلبى المتملك الذي ينبض ليرسم بنبضاته كلمة احبُكِ و لن يُفك هذا الحصار حتى أموت و تزهق روحي من جسدي و حتى ذلك الحين لن أكتفي من حُبكِ أبداً فالكف عن حُبكِ بالنسبة لقلبي و كأنكِ أسقيتي النار بالماءً

كان دينيز يخطو خطوات سريعة و مُرهقة في ذات الوقت صاعداً جبلاً ذو سطح غير منسبط أو ممهد البتة ولا يعرف ما الذي قذف به هنا و كأنه سقط من السماء فوق قمة هذا الجبل و لكن رحلة تدبره و تفكره في كيفية وجوده على هذا الجبل من العدم هكذا تعرقلت سريعاً حينما صدح صوت صراخ أنثوي يخترق القلوب من شدة قوته و إنكساره في نفس الوقت و الأسوأ من هذا إنه يعلم هوية تلك الأنثى الصارخة جيداً جداً..إنها هوليا يلماز
و كان إدراك ذلك هو السبب الأساسي في أن تتحول خطواته إلى هرولة و بالطبع لم يكن من المنتظر أبداً أن يتوقف الحظ كالمشاهدين هكذا دون تدخل و لذا فقد بدأت الصخور التي ورائه تتهدم دون مبرر بل و ليس هذا فقط بل و أخذت تتدحرج بكل سرعتها نحوه لتسرق أنفاسه من رئتيه و تجبره على الإسراع أكثر.. الوصول إلى أقصى سرعة بشرية ممكنة إذا أردنا التحدث بوضوح أكثر
و عندما بات على مقربة من مصدر الصوت إتضح لمسامعه إن هناك صراخ أنثوي آخر و أكثر إرتعاباً قد بدأت يصم أذنيه و بعد عدة خطوات سريعة أصبح دينيز آركان واقفاً على مقربة من حافة الجبل و بزغت الصورة كاملة إلى عينيه أخيراً فقد كانت هوليا معلقة بيد واحد على إحدى هاويات الجبل و من الطرف الآخر كانت أدا ألتوناي متمسكة بإحدى الصخور المفتتة بعض الشيء بأطراف أصابعها فأخذ الرجل ينقل عينيه بينهم و عقله يطرح سؤالاً واحداً فقط وهو إيهما عليه أن ينقذ أولاً و لم تدم حيرته دقيقتان حتى تعالت الفنانة الشقراء تصرخ إستنجاداً به خاصةً حينما بدأت الصخور المتمسكة بها تفتت و تنزلق من تحت يديها رويداً رويداً مُقلصة فرصتها في النجاة
- Deniz, N'olur bana yardım et...ben senin sevgilin
" دينيز، أرجوك ساعدني...أنا حبيبتك "
إقترب منها مسافة صغيرة جداً ثم سمع صوت الطبيبة الحمراء من الحافة الأخرى تستجير به هي الأخرى باكية بفزع من نهايتها التي باتت قاب قوسين أو أدنى
- إنقذني يا دينيز...أرجوك..نحن الأمل الأخير لبعضنا البعض...إذا تركتني أسقط سأموت...سنموت
طار بعينيه ناحيتها و لكن سائر جسده بقى واقفاً في مكانه الصنم فالحرب المُقامة في عقله الآن حول عدم معرفته بأي الطرفين عليه أن يُضحى شلٌت حركته بمعنى الكلمة و للاسف فقد طالت مدة جموده و في حال كحال الفتاتين لم يكن هذا محبذاً أو محتملاً البتة فهتفت هوليا راجية وقد بدأت أعصابها تتراخى
- Bir Tarafını seç..Hadi...Çabuk!
" إختار طرفاً...هيا...بسرعة! "
صرخت الفتاة في كلمتها الأخيرة بعد شعورها بإقتراب الموت المحتم و قد جنى صراخها ثماره سريعاً و إنحنى شاه السمر تجاهها و كفه ممود ناحيتها بأقصى طول ممكن
- Hadi Hülya ellerine ver
" هوليا، هيا أعطني يدك "
بقيت هوليا كالصنم تحدق فيه مبتسمة الملامح تاركة فتات الصخور المتشبثة بها تنزلق من بين كفيها فأخذ هو يحرك رأسه ذهاباً وإياباً بفزع بسبب شعوره بإستسلامها الغير مبرر للموت و أحباله الصوتية تخرج أعلى نبراته إرتفاعاً ليعيدها إلى وعيها و تسرع بالإمساك بيده
- هيا يا هوليا أرجوكِ...إن وقعتي ستموتين
أبتسمت ملامح وجهها الجميل أكثر و تلألأت أسطول من النظرات الوداعية في محيط عينيها الجميلتين...تلك النظرات التي أدركها هو فوراً فأخذت عيون الرجل تتسع رقعة نظرات الهلع والرجاء فيها و تركض داخل قرينته جيئة و ذهاباً بسرعة محاولاً إيجاد وسيلة لإنقاذها من تلك الفعلة المجنونة التي تنتوي فعلها...ولكن كان الآوان قد فات حينذاك!
- Ben öldüm zaten deniz..biliyorum sen Buna inanamazsın ama bu gerçek
" أنا مت أساساً يا دينيز...أعرف أنك لا تستطيع تصديق ذلك و لكن هذه الحقيقة "
همست الشقراء بخفوت ثم تركت كفيها يبتعدان عن الصخور لتقع فوراً تحت نظراته المرتعبة و الباكية و بؤبؤ عينيه قد بلغ إتساعه أقصاه و كادت أحباله الصوتية تطلق صرخة مدوية منادية بأسمها لو لم تسبقه الطبيبة الحمراء بكائها المستسلم فإندفع تجاهها بسرعة الصقر و ملامح متأججة بنيران الغضب منها لإستسلامها و الخوف من فقدانها فقد فقد هوليا بالفعل ولن يتحمل فقدان أدا أيضاً
- أرجوك يا أدا...حباً بالله أعطيني يدكِ..أرجوك أنتِ فرصتي الأخيرة للعيش..أعطيني يدكِ هيا
إنحنى شاه السمر لأقصى درجة ممكنة و ذراعه يكاد ينفصل عن كتفه من شدة إمداده نحوها و بدأ يطالبها بإعطائه كفها لينقذها و ينقذه نفسه من الموت الذي سيؤدي بقلبه إذا لمسها و لكن كان لها هي رأياً مخالفاً و أخذت الدموع تتزاحم في حدقيتي عينيها و صوتها يأكله البكاء بشهية لا توصف بالكلمات أجبرت شفتيها على الإرتجاف و لكن رغم كل هذا لم تحاول تحريك يدها عن موضعها قيد أنملة و إستبدلت ذلك ببعض الكلمات مبحوحة الحروف ذات النبرة الباكية اليأسة
- أنا أحببتك بقدر لم ولن أحب أحداً و لكن أنت أخترت طرفاً آخر...وداعاً!
بكل خنوع و بسرعة فائقة أزاحت أدا التوناي كلتا يديها عن الصخور ليتهاوي جسدها إلى الأسفل مقتلعاً قلب الرجل من بين أضلعه معه
- Ada
" أدا "

Aşk Adasıحيث تعيش القصص. اكتشف الآن