آه يا سيدتي لو كان الأمر بيدي
لصنعت سنةً لكِ وحدكِ
تفصلين أيامها كما تريدين وتسندين ظهركِ على أسابيعها كما تريدين تتشمسين وترقصين تضحكين و تلعبين
تكتبين على رمال شهورها كما تريدين
كل عام وأنتِ حبيبتي
أقولها لكِ على طريقتي رافضاً كل العبارات الكلاسيكية التي يرددها الرجال على مسامع النساءدلفت الطبيبة الحمراء من بوابة منزلها و على وجهها تلك الإبتسامة التي لم تزورها قبل اليوم و لم تفارقها طواله و قد أضعف الحب قواها فعادت أدراجها لتستند على باب المنزل بينما وضعت كفيها على قلبها الذي تقرع نبضاته كطبل الحرب...نعم إنها الحرب...حرب سقط عقلها و مخاوفها و ماضيها المشؤوم ضحايا لعشقه...لوعوده الصادقة لها بالأمان من يصدق أن عينيه التي كانت تخاف منها في الماضي هي الآن التي تبتسم فور تذكرها؟
يرتجف جسدها بخفة داخل صدرها و هي تهرول كالطفلة نحو غرفة نومها لتنحني و تخرج ملابسها البيتية النظيفة من الخزانة و تأخذها بيدها و تدلف للحمام الملحق بالغرفة ثم تعلق ملابسها و تملأ حوض الاستحمام بالماء الفاتر والصابون المعطر و تتخلى عن ملابسها بعد ذلك و تختبأ داخل حوض الإستحمام الذى غطى جسدها حتى رقبتها
و بقلب طفلة صغيرة عائدة من رحلة إلى أرض الأحلام بدأت تلعب بكفيها الصغير داخل المياة الممتئلة بالصابون و تجمع المياة و تفلتها لتنزلق من بين كفيها فتعاود إمساك حفنة أخرى من الماء و تكرر تركها و هي تضحك بصخب و تتلوى بقدميها في شبق بينما إلتقطت قطعة الصابون من فوق طرف حوض الاستحمام و بدأت تمررها على جسدها و لازلت تضحك بشكل متلاحق لا تدري لضحكاتها سبب سوى سعادتها...سعادتها البالغة في الحقيقة..سعادة تغمرها أكثر من الصابون...تنعشها لمساته أكثر التي لم تغب عن جسدها بعد أكثر من الماء الفاتر فتجد نفسها عفوياً تسترخي داخل حوض الاستحمام بإستمتاع بعدما دلكت فروة رأسها بغسول الشعر صاحب رائحة الياسمين مغمضة العينين تتلذذ بحرارة الماء على جلدها الناعم
و بعد نصف ساعة قضتها في اللعب بالمياة تحت عنوان الإستحمام خلعت سدادة الحوض لتمتص المياة فوراً و تخرج هي لترتدي ملابسها البيتية و منشفة نظيفة تغلف رأسهاخرجت الفتاة الجميلة من الحمام و هي تجفف شعرها بالمنشفة حتى وصلت أمام طاولة الزينة المُرفقة بمرآة فألقت المنشفة على الفراش بإهمال و توجهت بنفس خطواتها المرحة نحو أدارج طاولة الزينة لتعبث فيهما للحظات و تخرج منه المشط بعد ذلك و تستمر في تمشيط شعرها الناعم المرتب دون عناء للحظات حتى ترتفع عينيها الجميلتين و تقابل لوزتيها المرآة فتزداد عينيها السعيدة توهجاً و يسقط المشط من أصابعها مصدراً صوت إرتطمام خفيف لم تسمعه و هي تتلمس تقاسيم وجهها ببطء و كأنها تتعرف عليه الآن للمرة الأولى في حياتها أو كأن العشق رزقها بملامح آخرى غير التي إعتادت رؤيتها كل صباح
- أنا سعيدةٌ
تمتمت الحمراء بإندهاش و كأنها عرفت للتو أن كتاب قدرها مسموح له بكتابة فصولاً من السعادة لأجلها...فصولها ستدفع لإستمرارها عمرها كاملاً دون تفكير
بعدئذٍ تعود الفتاة إلى الرحلة الاستكشافية التي تقوم بها فترسى أناملها الرقيقة على شفتيها الناعمتين و تنغلق عيونها العسلية مستحضرة تلك القُبلة التى سكنتها صباح اليوم قبل أن تنفرج شفتيها في إبتسامة عريضة و هي ترمي بنفسها فوق الفراش هاتفة بسعادة غلفها الإندهاش غير عابئة لإهتزازه الذي أحدثه جسدها...فليرتجف العالم كما يرتجف قلبها...ليعلم العالم بمن عليه من كائنات و جماد أنها سعيدة...الأسعد على الإطلاق!
- يا إلهي أنا سعيدة...أنا سعيدة وعاشقة!
و فوراً إقتحم جسدها رجفة قوية جعلتها تزداد خجلاً و توتراً بعدما جال بخاطرها لمسته المدللة لكفها لتسري فيها برودة قارصة أخلفها التوتر و ليس برودة الشتاء فإلتقطت المشط الذي أدركت لتوها كونه ملقي على الأرض لتعاود تمشيط شعرها قبل أن تجمعه في كعكة مبعثرة تاركة العديد من الخصلات الحمراء ثائرة على وجنتيها و تندثر تحت الغطاء بعد ذلك و ما إن عاد عقل بياض الثلج يكرر أمامها الأحداث الماضية حتى إنتابها الفضول لمعرفة إذا ما كان عقله قد تنبأ بموافقتها أثناء ما كان يرسل لها تلك الرسائل المختبئة وراء ستار الحبكة الروائية فنهضت لإلتقاط الكتاب من فوق مكتبها الصغير و تكرر إختبائها تحت الغطاء مجدداً و الكتاب محجوز بين أناملها الرقيقة و عينيها اللمعتان يجريان وراء الكلمات و العبارات المحاطة بالأخضر الفسفوري حتى لمعت عيناها بالفرح و هي تقرأ بعيون يملأها الحب
" كان الأمير يعرف أن الخجل هو سلاح المرأة للتعبير عن حبها لهذا عندما قال لها أنا أحبك و أشاحت بعينيها الضاحكتان بعيداً عرف أنه سيكون له نصيباً من الجنة! '
مال هذا الكتاب و تلك العبارات لا يتركون محطة في قصة حبهم الوليدة إلا ويصفوها ألهذه الدرجة كانت عينيها الجميلتين فاضحة؟ ألهذه الدرجة كان عشقها بازخاً في نظراتها لكي يكون على ثقة لهذه الدرجة ؟
أنت تقرأ
Aşk Adası
Storie d'amoreالمحبون هم أكثر الناس حماقةً في العالم و لكنهم فقط لا يرون الحماقة التي يقترفونها فهم يخطئون في حق أنفسهم حين يظنون بان هناك شيئاً في الحياة يحمل إسم الحب و في الواقع الحب ليس إلا كذبة اخترعها الشعراء لبيع كلماتهم البلهاء للمراهقين السُذَّج لكسب الم...