فتحتِ جزء متناهي الصغر من بابكِ فتسرب منه ضوء إبتسامتكِ الناعمة كشمس الربيع و توهجت وحدتي المظلمة فجأة
ركضت كالمجنون...كالعائد من سفر لآلاف السنين نحو أحضانك لعلك ترأفين بي و تمررين أناملك الرقيقة المفعمة بالحياة موضع قلبي لتعالجي جروحه الغائرة و ألمه المكلوم في عناق دافئ لمدة ثانية...ربما ساعة...أو عام... لا لا بل يا ليته عمراً أبدياً ولكن...تفاجئت بكِ على حين غرة تغلقين بابكِ مجدداً و تلقين بي في الأذقان
لما..؟ لا اعلم
و لكن على أية حال لقد أقسمت أن أتناسى حبكِ و أن أغتال حنيني إليك برصاصة قسوتك و ركضت نحو دفتري لأمزق قصائد العشق التي كتبتها لأجل عيناكِ و تغزلاً في إبتسامتكِ و مدحاً في اسمي من بين شفتيكِ
و لكن حينما فتحت قصائد العشق وجدت نفسي ألتمس في حروفها الحب و أبحث في سطورها عن الصبر وأتلوها على مسامع قلبي ليهدأ قليلاً و يتوقف عن البكاء شوقاً إليكِترنحت أشعة الشمس في تباشير صباح يوم جديد و كانت لتلك الأشعة الخجولة المقدرة الكافية كي تنجح في إفاقة الحمراء الشاخبة ذات الملامح الباكية الغافية فوق الفراش
تمطئت الفتاة بجسدها بكسل كهريرة صغيرة ثم بدأت تدلك عينيها الجميلتين بخفة طاردة منها مستوطنة النوم الذي سكنتهما طويلاً
و كما كان وجه إيليف هو أخر وجه غفت عيونها العسلية عليه ليلاً كان وجه إيليف المبتسم بحنان و أناملها الرقيقة التي تداعب وجنتها البيضاء بلطف هو أول ما أستيقظت عليه صباحاً مما أثار إندهاشها بكل المعاني
فهل يعقل أن تكون إيليف موجودة منذ البارحة و لم تذهب أو أنها آتت إليها مجدداً مع بزوغ الفجر
- Günaydın Benim güzel kırmızım
" صباح الخير يا حمرائي الجميلة "
رسمت كلماتها إبتسامة صغيرة فوق شفاه أدا ألتوناي قبل أن تعتدل بجسدها مستندة إلى ظهر السرير تحت تدليل مبالغ فيه من طرف الفتاة صاحبة الشعر البندقي أدى إلى إنفلات ضحكة صغيرة و هي تقول متسائلة بحاجبين مرفوعين
- ما هذا التدليل يا إيليف؟ أنا لست بصغيرة؟ أبتسمت ذات الشعر البني دون تعقيب فأتاحت الفرصة أمام البرتقالة لتسأل ذلك السؤال الذي كان يؤرقها فأستكملت سيل أسئلتها بعدما وضعت قطعة صغيرة من الخبز المغطى بالشوكولاتة الذائبة في فمها و بدأت في مضغها برفق ثم إنتظرت حتى إبتلعتها متكلمة بعد ذلك
- متى وصلتي ؟..كم الساعة الآن ؟
كانت إيليف في هذه الأثناء قد خرجت من الغرفة متجهة نحو المطبخ لإحضار كوب القهوة التي أعدته من أجل صديقتها مسبقة فأضطرت الطبيبة الحمراء الإنتظار لمدة دقيقتان حتى عادت إيليف حاملة معها كوب القهوة الذي ترك يدها و سكن فوق الطاولة المجاورة للسرير قبل أن تجيب السمراء على الأسئلة المطروحة عليها
- لم أذهب منذ البارحة اساساً...كان من المستحيل أن أتركك و انتِ بحاجة اليّ..حتى لو لم تقولي هذا..
و ما إن سمعت الجميلة الصهباء هذا الكلام من صديقتها حتى ترقرقت الإبتسامة الناعمة الممتنة فوق شفتيها و قبل أن تعقب أستكملت المرأة صاحبة الشعر الطويل حديثها ضاحكة
- ششش...لا تبدأي في الثرثرة فوراً...تناولي طعامك بهدوء و بعدها إرتدي ملابسكِ...لدينا الكثير جداً لأنهائه قبل الزفاف...لا تنسي أنه بعد أيام...هيا هيا كفاكِ إختباء يا حلوتي
أبتسمت صاحبة أحجار التورمالين موافقة لترمي لها العروس المستقبلية قُبلة صغيرة زادت من إتساع إبتسامتها و بعد ذلك هبطت الطبيبة السمراء إلى الطابق السفلي لترمي أدا رأسها للخلف بإرهاق متمتمة
- لنرى ما الذي يخفيه القدر بعد...
نفضت الفتاة الغبار عن قلبها و قفزت خارج الفراش بنشاط أفتعلته ببراعة فائقة متوجهة بخطواتها السريعة و شعرها الناري المتطاير ناحية خزانة الملابس لتخرج منها ملابسها المتناسقة بشكل أنيق بين الأبيض واللبني و بعدها إنحنت لتلتقط حذائها البني الشتوي ذو الكعب العالي
أنت تقرأ
Aşk Adası
Romanceالمحبون هم أكثر الناس حماقةً في العالم و لكنهم فقط لا يرون الحماقة التي يقترفونها فهم يخطئون في حق أنفسهم حين يظنون بان هناك شيئاً في الحياة يحمل إسم الحب و في الواقع الحب ليس إلا كذبة اخترعها الشعراء لبيع كلماتهم البلهاء للمراهقين السُذَّج لكسب الم...