ٱلالام لا تُشفى

317 25 15
                                    

أمرُّ على الأبواب من غير حاجة
لعلي أراكُمْ أو أرى مَن يَراكُمُ
سقاني الهوى كأساً من الحب صافياً
فيا ليته لمّا سقاني سقاكُمُ
ويرسلُ الطيفَ جاسوساً
لعيناه النيام لامساً
ليخبرهُ إن كان يُغمَضُ لي في اللّيلِ أجفانُ
وإذا الحبيبُ أتى بذنبٍ واحدٍ جاءت محاسنُه بألفِ شفيعِ

" أنا عاشقة له رسمياً...و كأنه الأول والأخير...و كأنني كنت أنتظره كل هذه السنوات.. و كأنه كان يستحق الإنتظار "

كان هذا صوت المغنية التركية الشابة نيل كارا المنبعث من هاتف الطبيية النفسية ذات الشعر الأحمر كوسيلة تسلية يُساعدها على التركيز أكثر بينما إنتقلت الحمراء إلى الجلوس في غرفة الضيوف الكامنة في منزل عائلة آركان بعد شعورها ببعض التحسن الطفيف من تلك الحُمى
و في الواقع كانت تعامل الهاتف معاملة الراديو مستغلة صوته فقط ليكسر هدوء الغرفة بينما كانت عينيها الجميلتين لا يتابعان يتفقدان أية إشعارات تأتي عليه أبداً و جام تركيزها كله منصب على تلك الأوراق الموجودة أمامها كي تصب فيهما تحليلها لتصرفات إحدى مرضاها المصابين بالاجروفوبيا أو بالأسم الدارج بين العامة رهاب الميادين
و للأسف الشديد فإن كل من يعاني من رهاب الميادين يخاف التواجد في الأماكن العامة، بين حشد من الناس، يخاف من قاعات السينما، المسارح، الأسواق، الشوارع والميادين المزدحمة و لكنه لا يتوقف الامر عنده عند الشعور بعدم الإرتياح فقط بل تبدأ حالته بالتدهور أكثر صانعاً عقله تصورات مفزعة حول ما قد يصيبه...سينهار على رأس الحاضرين سقف القاعة...هناك إحدى القنابل هنا أو هناك ستنفجر في هذا الحشد الكبير العالق في الزحام أو سيقتله هذا الرجل في هذا السوق المتكدس...سيسخرون من تصرفاته و ملابسه هؤلاء الجمع و كل ما شابه ذلك من تخيلات ثم ينتهي به المطاف بإصابته بنوبات هلع و تشنجات أو حتى إغماءات وأزمات قلبية أحياناً و كل هذا من وحي خياله فقط!
و الأكثر أسفاً من هذا أن بعض مرضى بالاجروفوبيا بنسبة تجاوزت الخمسة بالمئة يفدي بهم الأمر إلى الإنتحار وهم يظنون أنهم هكذا ينجون بنفسهم من الكارثة التي كانت في إنتظارهم
" إنه اللقاء الأول بتلك الشابة المسكينة و يجب عليها كسب ثقتها من المعركة الأولى "
هذا ما تبادر إلى عقلها محاولاً مدها بالتركيز اللازم لإستكمال ما بدأته من تحضيرات خصوصاً بعد عادت بوادر زيادة في الحرارة مجدداً تلفحها و لكن صوت جولاي المرح الحنون الذي هبط على عالمها الصغير بدخول الأم للغرفة قطع حوار عقلها مع سائر أعضاء جسدها
- الإفطار آتى يا صغيرتي
و على الفور أغلقت إبنة ألتوناي دفترها بعدما علقت القلم به ثم دارت بجسدها لتواجهها محركة كلتا يديها لتأخذ منها الطبق و الذي سرعان ما رسم في عينيه إبتسامة طفيفة عندما رأت الهيئة المختلفة التي أعدت بها جولاي شطائر مربى الفراولة

سيسخرون من تصرفاته و ملابسه هؤلاء الجمع و كل ما شابه ذلك من تخيلات ثم ينتهي به المطاف بإصابته بنوبات هلع و تشنجات أو حتى إغماءات وأزمات قلبية أحياناً و كل هذا من وحي خياله فقط! و الأكثر أسفاً من هذا أن بعض مرضى بالاجروفوبيا بنسبة تجاوزت الخمسة بال...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
Aşk Adasıحيث تعيش القصص. اكتشف الآن