إنها إبتسامة ||³⁰

17 1 0
                                    


يستيقظ صباح كل يوم مبتسمًا، ينظر لمَن معه مبتسمًا، يتأذى ويكون مبتسمًا، تكاد سيارة أن تحطمه ويكون مبتسمًا، يكون مبتسمًا يكون مبتسمًا في كل الحالاتِ مبتسمًا...

وكعادته في كل صباح استيقظ مبتسمًا واستعدّ وذهب لمكان عمله أيًا كان.. مبتسمًا.
وأثناء طريقه الجميع ينظر له حاسدينه على ابتسامتِه،
إذا كانوا يعلمون فقط...

ينظر لنظراتِهم يبتسم لهم بعقلٍ لا يعلم ما به.

يطلب منه هذا وذاك وقاموسه ليس به سوى نعم وحاضر.

نعم إنه عزيزنا فارغ الذي سينهار في أيّ لحظة.

وكما قلتُ كان في طريقِه لعمله.. ومبتسمًا، كالمعتاد يقوم بأيٍّ ممّا يفعله ويعود لمنزله يجلس مبتسمًا بين سكانه و'لا' لا توجد عنده.

يومٌ بعد يوم ذات القول والفعل وذات الابتسامة، حتى جائت ساعة الصفر وانهار عزيزنا فارغ.

خمسة وعشرون سنة من الابتسامة وعدم الرفض وصلوا لنهايتهم.

تعرفون أكثر الكلماتِ تأثيرًا بالشخص ما هي؟
إنها كلماتُ الأم.

"أنت عديمُ الفائدة"
"فاشل"

وهذا ما انطلق من فم والدته مطلقًا رصاصة قاطعةً الخيط للانهيار.

الانهيار...
الانهيار يختلف من شخصٍ لآخر إذا لا تعلمون، هناك مَن بُكاؤه انهيار، وهناك مَن صراخه انهيار، وهناك مَن هدوؤه انهيار، وغيرهم.

وفارغ خاصتنا انهار، ببكائهِ خلف الكواليس.
لا أحد يرى، لا أحد يسمع...لا أحد يعلم.

ومن هنا بدأت حكايةٌ أخرى..بدأت بأذيةِ الذات.

ما أخرجه عقلي من حبر..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن