الفصل 2

484 87 54
                                    

"حياة قذرة"

في ذلك الصباح المشرق في مدينة جندوبة تتفتح أزهار تلك العيون البنية ,تتجول في أنحاء تلك الغرفة التي هي ابعد مايكون عن

غرفة صالحة للسكن بجدرانها المتشققة و دهانها المقشر بفعل الرطوبة و الزمن ومياه الأمطار .تبدأ تلك العيون في التوسع

لتبدأ تلك الجولة الصباحية المعتادة على كامل أجزاء الغرفة المهترئة التى إعتادت الجمع في الثلاث سنوات الأخيرة,ثلاث بنات مع

امهم بعد خسارتهم لأبوهم .رنيم الأخت الكبرى الطموحة الساعية للخروج عن حاجز الفقر تتجول تلك العيون لتصل إلى حيث أمها

و اختها الصغرى الذين إفترشى تلك الأرض الملساء بلحاف بلكاد يقيهما من برد تلك الغرفة, يبدو على وجوههم التي ارهقها الزمن

راحة البال والطمأنينة ,ولكن هل يمكن للفقير أن يحظى بهذه الراحة الوقتية ......لا لا أظن.....تعود تلك العيون المرهقة لتحدق

في السقف وتنفرج تلك الشفاه الوردية الصغيرة عن ما يكاد يسمى إبتسامة ,تستلقي على ظهرها لتغمض تلك العيون لتبدأ بعد ذلك

صراعها الداخلي المعتاد و تساؤولاتها التي انهكت عقلها دون التوصل لإجابة تريح هذا العقل المتعب هذا الجسد المنهك "ليتكم هنا

ليتكم بجانبي الان ,كما في السابق ليت حتى اوقات الفقر والمعاناة تعود المهم أن تكونو معي إلى جانبي أمي أنا أحتاج إليك لماذا

تركتموني وحدي لماذا تخليتم عني ورحلتم هل خلقت في هذه الدنيا لأتعذب ...... توقفي ريم عودي إلى رشدك ياريم عائلتك قد

توفت امك أبوك أخواتك قد رحلو بلا عودة عليك نسيان الماضي و تأوهاته و آلامه يجب أن تكملي حياتك مع

ذكريات السعادة فلتنسي فلوقت كفيل بهذا" في تلك اللحظة التي تغرق فيها ريم كل صباح في ذكرياتها هربا من الواقع وإذا بصوت

يرتفع و يرتفع ليتحول إلى صراخ حاد يدل على فقدان صاحبه لصبره صراخ يكاد يصم الآذان "ريييييييييم رييييييييييييييييييييم

أيتها الحمقاء عديمة الفائدة الغبية إستيقضي إنها السادسة صباحا لديك الكثير من الأعمال المنزلية هيا بسرعة بسرعة لا أريد

الصعود إلى ذلك المستنقع المسمى بغرفتك و إلا قسمابالله سأخبر أمي و أبي هييييييييييييا" يا إلاهي هل يمكن أن ينتظرني ما

أسوء من هذه الحياة هل يمكن يا ربي ,, لقد خسرت كل شئ جميل في حياتي "حسنا يا نجلاء أنا قامة قادمة " "أسرعي عليك أن

حب بلا عنوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن