"الحفلة المشؤومة : اجتياح براءة جسد 3"تركت ليلى يد زهرة بعنف لتقترب من جوري رافعة يدها بنية صفعها ، في حين غطت جوري وجهها بيدها بتلقائية كي تحمي نفسها من صفعة ليلى و لكن زهرة أسرعت الخطى لتمسك يد ليلى و هي تتوسطهما لتحول بينهما ثم قالت بترجي لجوري التي فتحت عينها و أبعدت يدها
" جوري ، جوري أرجوك إذهبي أرجوك لن تصل لأي نتيجة بعنادك هذا ، إذهبي الأن "
إستدارت جوري بغضب و الشرر يتطاير من عينيها و لكنها عادت لتقول
" و بالنسبة لهذه العائلة نحن سوف نظل دائما دخلاء و غرباء عليها ، و من الأفضل لو بقينا خارج صراعاتهم ، ما دخلنا نحن أصلا فخار يكسر بعضه ، ربما تنقلب عليك هذه التي تريدين مساعدتها، بالأخير تبقى هذه عائلتها و سندها لا تستغرب أي شئ في هذا العصر يا خالة ليلى "
صرخت ليلى هذه المرة بغضب بينما عجزت زهرة عن الرد و ظلت تنظر بجمود و تعجب نحو جوري
" أخرجي أخرجي و لي حديث مطول مع والديك ، لا ينكر في أصله إلا الكلب و صلاح الذي تضحكين عليه أحسن منك بألف مرة أنت من لا تستحقينه هو يستحق بنت أحسن منك ، إنشاء الله يبعث الله لك من يضع رأسك هذا الذي ترفعينه تحت قدمه أخرجي أخرجي ، لا أريد أن أدعي عليك لا أريد رؤية وجهك أمامي لهذه الدرجة وصلت بك الوقاحة و الإنحطاط صالح إبن عمك سندك تقولين عليه هذا الكلام "أجابت جوري بأسلوب وقح و مستفز للأعصاب و عيناها تكاد تخرج من جمجمتها
" نعم أنا ناكرة في أصلي و أتمنى لو يمكنني تغيير كل شي بحياتي أكره كل ما يربطني بتلك المنطقة و بأهلها و أكره إنتماء لها أريد أن أعيش حياتي كباقي البنات في عمري أريد أن أخرج من الفقر أريد أن أرى ضوء الشمس و السماء لمرة واحدة في حياتي و أخرج من تلك المنطقة المظلمة هذا ما أريده و أنتن تريدن العودة إلى هناك لذى إسمعي يا خالة ليلى لأكون واضحة معك و الله أموت ... أفضل الموت أدفن تحت التراب و لا أعود إلى هناك ، من يرى الضوء لا يمكنه أن يعود للظلمة ، وانتم تعشقون رائحة الفقر و الذل لذى عودو ، أنا لا دخل لي بكم ، و صالح قسما بالله لو يبقى آخر رجل بهذه الدنيا مستحيل أن أرضى به ، الموت عندي أرحم من العيش معه تحت سقف واحد "
خرجت جوري بسرعة بعد أن أنهت كلامها و هي تتأفف و قد أخذ صدرها يرتفع و ينخفض من شدة إنفعالها و قد شعرت بالخوفيتخلل قلبها ، فوالدها لن يرحمها لو عرف بأنها قد قللت من إحترام ليلى ، و لكن في سبيل ألا تعود إلى تلك المنطقة الريفية مستعدة أن تضحي بأي شئ و تتحمل . تاركة ليلى واقفة ترتعش و تلهث من شدة الغضب تكاد تنهار و قد إحمر وجهها و شعرت بأن قلبها سوف ينفجر من شدة ضرباته
إقتربت منها زهرة لتقول بهمس و ترجي في محاولة لتهدئتها و قد تفاجأت وصدمت بدورها من ردة فعل جوري و هجومها
" خالة ليلى لا تنزعجي منها أرجوك ، و الله رغم قبح و سلاطة لسانها و كلامها إلا أن لديها قلب أبيض ، أرجوك خالة ليلى لا تقولي لوالدها أنت تعرفينه الرحمة منعدمة من قلبه هو أصلا أعطاها مهلة شهر أن لم توافق على زيجتها من صالح فسوف يأتي و يأخذها غضبا عنها و ربما كلامك معه سوف يسبب المشاكل لوالدتها ، أنت تعرفين أن المرأة هي دائما من تتحمل و هو بالتأكيد سوف ينفجر بها هي الأولى "
إستدارت ليلى لتواجه زهرة ، و قد إحمر وجهها و شعرت بأن قلبها سوف يقفز من قفصها الصدري ، و لكنها إبتسمت لزهرة و هي تومئ برأسها مطمئنة إياها
لتقول زهرة بفرح و هي تمسك بيد ليلى
" شكرا خالة ليلى شكرا ، جزاك الله كل خير "
إبتسمت ليلى ثم ربتت على كتف زهرة بحنان و قد إتجهت بنظراتها نحو ريم
"زهرة يا إبنتي إبقي بجانب ريم ربما إحتاجت شئ ، و أنا إن إحتجتك سوف أناديك و لا تخافي من سميحة ، حسابها عندما يعود زوجها هذا لو قدر عليها ، على الاقل سوف يوقفها عند حدها "
أجابت زهرة بحزن
" حسنا خالة ليلى و الله أشك في هذا الأمر حتى السيد رضوان تعب فهرب ، و لا تخافي ريم أمانة عندي لا تخافي عليها و الله بمعزة أختي الصغرى ، إذهبي و أنت مطمئنة و لو إحتجت أي شئ فأنا هنا "
إستدارت ليلى لتغادر الغرفة تاركة قلبها مع ريم و قد أخذت تتمتم
" أين أنت يا رضوان يا إبني "
بينما عادت زهرة لتجلس قرب ريم النائمة ، و قد إغرورقت عيونها بالدموع لمرأى ريم بتلك الحالة المزرية لتقول ببحة من شدة كتمها لدموعها
" يا ريم ماذا فعلو بك ، ماذا فعلت بك تلك الأفعى ، لا تحزني و لا تبكي فلكي رب رحيم لا يرضى الظلم لعباده ، حقك محفوظ يا ريم عند المولى العالي "
.........................................................
أنت تقرأ
حب بلا عنوان
Romanceرومانسية .هل يمكن للحب أن ينجو في لعبة القدر هل يمكن لصبية يتيمة في ريعان الشباب أن تنجو في زمن الذئاب هل يمكن للإنسان أن يتغلب على ظلال الماضي