الفصل 13

32 0 1
                                    


"الحفلة المشؤومة : اجتياح براءة جسد 3"

تركت ليلى يد زهرة بعنف لتقترب من جوري رافعة يدها بنية صفعها ، في حين غطت جوري وجهها بيدها بتلقائية كي تحمي نفسها من صفعة ليلى و لكن زهرة أسرعت الخطى لتمسك يد ليلى و هي تتوسطهما لتحول بينهما ثم قالت بترجي لجوري التي فتحت عينها و أبعدت يدها
" جوري ، جوري أرجوك إذهبي أرجوك لن تصل لأي نتيجة بعنادك هذا ، إذهبي الأن "
إستدارت جوري بغضب و الشرر يتطاير من عينيها و لكنها عادت لتقول
" و بالنسبة لهذه العائلة نحن سوف نظل دائما دخلاء و غرباء عليها ، و من الأفضل لو بقينا خارج صراعاتهم ، ما دخلنا نحن أصلا فخار يكسر بعضه ، ربما تنقلب عليك هذه التي تريدين مساعدتها، بالأخير تبقى هذه عائلتها و سندها لا تستغرب أي شئ في هذا العصر يا خالة ليلى "
صرخت ليلى هذه المرة بغضب بينما عجزت زهرة عن الرد و ظلت تنظر بجمود و تعجب نحو جوري
" أخرجي أخرجي و لي حديث مطول مع والديك ، لا ينكر في أصله إلا الكلب و صلاح الذي تضحكين عليه أحسن منك بألف مرة أنت من لا تستحقينه هو يستحق بنت أحسن منك ، إنشاء الله يبعث الله لك من يضع رأسك هذا الذي ترفعينه تحت قدمه أخرجي أخرجي ، لا أريد أن أدعي عليك لا أريد رؤية وجهك أمامي لهذه الدرجة وصلت بك الوقاحة و الإنحطاط صالح إبن عمك سندك تقولين عليه هذا الكلام "

أجابت جوري بأسلوب وقح و مستفز للأعصاب و عيناها تكاد تخرج من جمجمتها

" نعم أنا ناكرة في أصلي و أتمنى لو يمكنني تغيير كل شي بحياتي أكره كل ما يربطني بتلك المنطقة و بأهلها و أكره إنتماء لها أريد أن أعيش حياتي كباقي البنات في عمري أريد أن أخرج من الفقر أريد أن أرى ضوء الشمس و السماء لمرة واحدة في حياتي و أخرج من تلك المنطقة المظلمة هذا ما أريده و أنتن تريدن العودة إلى هناك لذى إسمعي يا خالة ليلى لأكون واضحة معك و الله أموت ... أفضل الموت أدفن تحت التراب و لا أعود إلى هناك ، من يرى الضوء لا يمكنه أن يعود للظلمة ، وانتم تعشقون رائحة الفقر و الذل لذى عودو ، أنا لا دخل لي بكم ، و صالح قسما بالله لو يبقى آخر رجل بهذه الدنيا مستحيل أن أرضى به ، الموت عندي أرحم من العيش معه تحت سقف واحد "

خرجت جوري بسرعة بعد أن أنهت كلامها و هي تتأفف و قد أخذ صدرها يرتفع و ينخفض من شدة إنفعالها و قد شعرت بالخوفيتخلل قلبها ، فوالدها لن يرحمها لو عرف بأنها قد قللت من إحترام ليلى ، و لكن في سبيل ألا تعود إلى تلك المنطقة الريفية مستعدة أن تضحي بأي شئ و تتحمل . تاركة ليلى واقفة ترتعش و تلهث من شدة الغضب تكاد تنهار و قد إحمر وجهها و شعرت بأن قلبها سوف ينفجر من شدة ضرباته
إقتربت منها زهرة لتقول بهمس و ترجي في محاولة لتهدئتها و قد تفاجأت وصدمت بدورها من ردة فعل جوري و هجومها
" خالة ليلى لا تنزعجي منها أرجوك ، و الله رغم قبح و سلاطة لسانها و كلامها إلا أن لديها قلب أبيض ، أرجوك خالة ليلى لا تقولي لوالدها أنت تعرفينه الرحمة منعدمة من قلبه هو أصلا أعطاها مهلة شهر أن لم توافق على زيجتها من صالح فسوف يأتي و يأخذها غضبا عنها و ربما كلامك معه سوف يسبب المشاكل لوالدتها ، أنت تعرفين أن المرأة هي دائما من تتحمل و هو بالتأكيد سوف ينفجر بها هي الأولى "
إستدارت ليلى لتواجه زهرة ، و قد إحمر وجهها و شعرت بأن قلبها سوف يقفز من قفصها الصدري ، و لكنها إبتسمت لزهرة و هي تومئ برأسها مطمئنة إياها
لتقول زهرة بفرح و هي تمسك بيد ليلى
" شكرا خالة ليلى شكرا ، جزاك الله كل خير "
إبتسمت ليلى ثم ربتت على كتف زهرة بحنان و قد إتجهت بنظراتها نحو ريم
"زهرة يا إبنتي إبقي بجانب ريم ربما إحتاجت شئ ، و أنا إن إحتجتك سوف أناديك و لا تخافي من سميحة ، حسابها عندما يعود زوجها هذا لو قدر عليها ، على الاقل سوف يوقفها عند حدها "
أجابت زهرة بحزن
" حسنا خالة ليلى و الله أشك في هذا الأمر حتى السيد رضوان تعب فهرب ، و لا تخافي ريم أمانة عندي لا تخافي عليها و الله بمعزة أختي الصغرى ، إذهبي و أنت مطمئنة و لو إحتجت أي شئ فأنا هنا "
إستدارت ليلى لتغادر الغرفة تاركة قلبها مع ريم و قد أخذت تتمتم
" أين أنت يا رضوان يا إبني "
بينما عادت زهرة لتجلس قرب ريم النائمة ، و قد إغرورقت عيونها بالدموع لمرأى ريم بتلك الحالة المزرية لتقول ببحة من شدة كتمها لدموعها
" يا ريم ماذا فعلو بك ، ماذا فعلت بك تلك الأفعى ، لا تحزني و لا تبكي فلكي رب رحيم لا يرضى الظلم لعباده ، حقك محفوظ يا ريم عند المولى العالي "
.........................................................

حب بلا عنوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن