الفصل 10

30 0 0
                                    


" عطر الماضي و أسراره الجزء الثالث"

وضعت ليلى أذنها على الباب تكاد تلتصق به وهي تتمنى في تلك اللحظة لو تستطيع الدخول فلعلها تسمع ما يدور بالداخل فربما إن ساءت الامور و إنتقلت من مرحلة التضارب بالكامل إلى الضرب الجسدي تتدخل ، فهي تعرف كم أن سميحة استفزازية وتستحق الضرب حقا ، و في هذه الأثناء أخذت تتمتم بتسارع ببعض الكلمات و التي إختلطت مع الدعاء
" مابال هذه الأبواب قد أصبحت سميكة لهذه الدرجة سبحان الله .... يا الله صفي القلوب ، يا الله احفظ هذه العائلة يكفيهم دمار وتشتت ، ياالله لا تجعل الشيطان ثلاثهم يا الله يا كريم يا رحيم احفظهم يا الله حنن النفوس و القلوب  على بعضها "
............................................. ........

في داخل الغرفة التي جمعت بين جدرانها الأربعة أرواح معذبة ولكن أختلفت أسباب ذلك العذاب ودرجاته ، أرواح رفضت الانصياع لقدرها وما فرضه عليها ... بدأ الظلام يتخللها وسكون غير طبيعي يخيم عليها ولكنه ينذر بعواصف رعدية لن تهدأ حتى تدمر كل شئ حولها ، عيون تحارب بسيوف النظارات و سواد تلك القلوب المعذبة التي ملئت قسوة ، أخذت تنبض بقوة في داخل تلك الأجساد التي تيبست كالأصنام ، فكانت نظارات العيون المتألمة من جهة والحقودة من جهة أخرى ، هي الشئ الوحيد الدال على حياتهم .

ظل رضوان ينظر نحو سميحة وهو يستشعر هيجان تنفسها ويرى ارتفاع وانخفاض صدرها بجنون ناقض عيناها الباردة الصامدة .

كانت تحارب بشجاعة رافضة حتى لتكون ذلك السائل الشفاف الذي يجعلها تنفس عن غضبها ... لينزل عينيه من على عينيها نحو تلك الصورة الممزقة . ظل يحدق بها لعدة ثواني ليكمل بعدها نزوله بجسده كاملا وتبدأ يديه بجمع أجزاء الصورة الممزقة بعنف دل على الكره ، ثم أخذ يتلمس جزء من الصورة بحنان وحب والتي رسمت عليها عيني نفس العسلية التي تكاد تنطق من السعادة و الحنان .... كان غائب بمشاعر الاشتياق والحنين لحبيبة روحه فلم ينتبه لنظرات سميحة التي تابعت نزوله وتلمسه لتلك الصورة وكأنها حقيقية تمثل أمامه فملئت عينيها حقد وكراهية وبغض و غيرة أكلت أحشائها جاعلة منها تتلوى داخليا بألم حاد كان ينخر أنوثتها.

حب بلا عنوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن