" عطر الماضي و أسراره الجزء الثالث"وضعت ليلى أذنها على الباب تكاد تلتصق به وهي تتمنى في تلك اللحظة لو تستطيع الدخول فلعلها تسمع ما يدور بالداخل فربما إن ساءت الامور و إنتقلت من مرحلة التضارب بالكامل إلى الضرب الجسدي تتدخل ، فهي تعرف كم أن سميحة استفزازية وتستحق الضرب حقا ، و في هذه الأثناء أخذت تتمتم بتسارع ببعض الكلمات و التي إختلطت مع الدعاء
" مابال هذه الأبواب قد أصبحت سميكة لهذه الدرجة سبحان الله .... يا الله صفي القلوب ، يا الله احفظ هذه العائلة يكفيهم دمار وتشتت ، ياالله لا تجعل الشيطان ثلاثهم يا الله يا كريم يا رحيم احفظهم يا الله حنن النفوس و القلوب على بعضها "
............................................. ........في داخل الغرفة التي جمعت بين جدرانها الأربعة أرواح معذبة ولكن أختلفت أسباب ذلك العذاب ودرجاته ، أرواح رفضت الانصياع لقدرها وما فرضه عليها ... بدأ الظلام يتخللها وسكون غير طبيعي يخيم عليها ولكنه ينذر بعواصف رعدية لن تهدأ حتى تدمر كل شئ حولها ، عيون تحارب بسيوف النظارات و سواد تلك القلوب المعذبة التي ملئت قسوة ، أخذت تنبض بقوة في داخل تلك الأجساد التي تيبست كالأصنام ، فكانت نظارات العيون المتألمة من جهة والحقودة من جهة أخرى ، هي الشئ الوحيد الدال على حياتهم .
ظل رضوان ينظر نحو سميحة وهو يستشعر هيجان تنفسها ويرى ارتفاع وانخفاض صدرها بجنون ناقض عيناها الباردة الصامدة .
كانت تحارب بشجاعة رافضة حتى لتكون ذلك السائل الشفاف الذي يجعلها تنفس عن غضبها ... لينزل عينيه من على عينيها نحو تلك الصورة الممزقة . ظل يحدق بها لعدة ثواني ليكمل بعدها نزوله بجسده كاملا وتبدأ يديه بجمع أجزاء الصورة الممزقة بعنف دل على الكره ، ثم أخذ يتلمس جزء من الصورة بحنان وحب والتي رسمت عليها عيني نفس العسلية التي تكاد تنطق من السعادة و الحنان .... كان غائب بمشاعر الاشتياق والحنين لحبيبة روحه فلم ينتبه لنظرات سميحة التي تابعت نزوله وتلمسه لتلك الصورة وكأنها حقيقية تمثل أمامه فملئت عينيها حقد وكراهية وبغض و غيرة أكلت أحشائها جاعلة منها تتلوى داخليا بألم حاد كان ينخر أنوثتها.
أنت تقرأ
حب بلا عنوان
Романтикаرومانسية .هل يمكن للحب أن ينجو في لعبة القدر هل يمكن لصبية يتيمة في ريعان الشباب أن تنجو في زمن الذئاب هل يمكن للإنسان أن يتغلب على ظلال الماضي