الفصل 14

39 2 7
                                    

" اجتياح براءة جسد 4"

" كل شئ يتداعي من حولي و يتهاوى أنا عمياء مبصرة و صماء و لكني أسمع و بكماء و لكني أتكلم ، لا أكاد أشعر بنفسي , بأني قادرة على الإستمرار و السير في طريق تكتسحه الظلمة ، هل يمكن أن يموت الإنسان مرتين في هذه الحياة .

أنا بلحظة واحدة فقط مت ألف مرة ، تتفنن هذه الحياة بتعذيبي و أنا عاجزة عن المقاومة و كأنني أسيرة في يدي العدو ، أسرت بعد حرب دامية طالت و أهلكتني فكنت أنا الخاسرة بها بعد أن أستنزفتني تماما .

أسوء شعور في هذه الحياة هو عندما يأخذ منك شئ بالقوة و القسر و الغصب ، روحي تإن و تتآكل ، جسدي يهرم و يموت و أنا ، أين أنا أنا ضائعة في أوهام تتفنن الحياة في رسمها.
هل يتحرر العصفور من سجنه في يوم من الأيام ، من ذلك القفص الذي يجعله لا يرى شئ من هذه الدنيا سوى عواميد حديدية، يظل ينظر نحو السماء و لكنه غير قادر على فرد أجنحته .
بعد حبسه لمدة طويلة هل يستطيع أن يرفرف و يطير نحو السماء بحرية أو ربما قد تعود على حياة السجين و لو طار ربما يعود إليه مرة أخرى ظنا منه بأنه موطنه و بيته.

أتخبط بين الكلمات و الحروف دون القدرة على الخط ، كلمات صماء بكماء لا تجد طريقها لتلك الورقة البيضاء. يجف حبر الأقلام و لكن لا يجف دمع العيون بل تظل تذرف و كأنها أمطار في فصل الشتاء ،تنهمر بلا توقف في ليلة حالكة السواد  "
.............................................................

ضحك عمر و هو يقول ، بينما كان  يتجه نحو السور الأبيض العالي ليأخذ السلم الحديدي الذي إتكأ عليه، واضعا اياه على كتفه ليقف قليلا بتعب و هو يتنهد بينما أخذ يرتاح قليلا  ثم نظر نحو أمير المتذمر كعادته رغم أنه لا يساعد كثيرا بل إن أغلب العمل عليه  و على زميله الآخر .
" نعم، لقد هرب كالعادة ليحضر إبنته من الروضة و إبنه من المدرسة مسكين هذا الرجل و الله إني أتألم لرؤيته بتلك الحالة ، من بعد وفاة زوجته تحمل هو كامل المسؤولية، أبناءه و مصاريفهم من جهة ووالديه و مصاريف علاجهم من جهة أخرى فقد كبرا ، أمه مقعدة و أبوه كفيف و هو وحيدهما و الله اني أشفق عليه ضائع ما بين الإثنين ، حتى فكرة الزواج هو رافض لها في الوقت الحالي و لا أعرف السبب و هذه الحياة لا تكف عن خنقه و لف حبل المشنقة حول عنقه "
توقف أمير عن جمع بقية المعدات ليرفع رأسه و يتجه بنظره نحو عمر الذي إتجه بالسلم نحو الباب الخارجي للفيلا ليقول بتساؤل و هو يلحق به
" لماذا يرفض فكرة الزواج من جديد ، هذه سنة الحياة و هذا أمر طبيعي، على الأقل لمصلحة أطفاله فهم صغار و يحتاجون لأم تعوضهم عن فقدان أمهم، وهو بدوره يحتاج لمن يساعده على هم الحياة و مشاكلها فالبيت لا يقوم إلا وركيزته إمرأة، سبحان مغير الأحوال لقد كانت إبتسامته لا تفارق وجهه رغم كل المشاكل حتى ان حسدته في بعض الأحيان على صبره التي واجهها و لكن الأن حالته مزرية "
توقف عمر بعد أن خرج من البوابة ليضع السلم على السيارة المفتوحة من الخلف ، ثم تنهد بتعب و هو يقول بينما إتكأ على مؤخرة السيارة

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 15, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حب بلا عنوانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن