شتاءُ قلبك العاصِف|٩|.

877 129 23
                                    


"لا أُصدّق!!" تمتمت بينمَا تتفحّص من أمامها بِدقّة.
"يبدو سخيفًا......صحيح! أجل من الأفضل أن أُعيدهُ فقط..." أمسكت بِمعصمها ونطَقت بانفِعَال "مـ - مالذي تتفوّهين بهِ، لا يبدو سخيفًا على الإطلاق! ثمّ تعالي إلى الخارج!!" وسحبتها وراءها خارِج المتجر، وقد أشارت للبائِعة لجلوسِهم قريبًا من الباب.

"إذًا!!!" شبّكت يداها ونظرت إلى عُمق مُقلتيها الزُجاجيّتان، بينمَا كانت الأُخرى تتهرّب من مواجهةِ خاصّتها.

"يـوجي! تحدّثِ لمَ أنتِ صامتة لا تقتليني!" أخذت تهزّ أكتافها بقوّة.

ازدرَدت ريقها في اضطراب ونطَقت "ماذا!".

"أخبريني بِكلّ شيء!! لمَ تدّعين أنكِ فتى؟ ومَن غيري يعرف بالحقيقة؟". نطَقت بانفِعال وقد غزَاها الفضول، يستحيل عليها تركها الآن دون أن تحصل على الحقيقةِ كاملةً.

أطرقت رأسها وراحت تعبث بأصابِعها، كعادةٍ لها عندما ينتابُها التوتر "حدَث أمرٌ ما، قصةٌ طويلة..........رُبما أُخبرك عنها لاحِقًا .. وبالنسبة لِمَن يعرف..........فأنتِ أوّلُ شخصٍ أُخبرهُ بِهذا" ورفعَت بصرها نحوَ التي بِجانِبها لتجدّ أن محاجرها قد تبلّلت فجأةً ودون مُبرّر.

"مـ - مالأمر؟" نطَقت بِفزعٍ، لم تكُن لديها النيّة في رؤية هذه الدموع، ولا تُريد أن تكون سببًا في بُكاءها الآن.

مسحَت كستنائيةُ الشعرِ بأنامِلها أطراف محاجرها وزمّت شفتيها لتمنع دموعها من التمرّد، حشرجةٌ داهمت صوتها، مُباغِتة لا سبيلَ من تفاديها، تحمحمت مُحاوِلةً موازنة أوتارِها "تبًا! يالَسخافتي! مالمُبكي بالموضوع على أيِّ حَال!!".

اكتنَفت الصمْتَ لِبعضِ الوقت، تنهّدت بِعُمق واستطردت "لسببٍ مّا! أشعر بالسّعادة!!"
التفتت لهَا الأُخرى بحيرة
"الأمرُ كان واضِحًا مُنذُ البداية، أعني!..........هذا الوجهُ اللطيف الذي تملكينهُ لا يُلائمُ الفتيان البتّة!".

توسّعت حدقتيها اللّامعة، وتسلّقت شفتَاها أطيَافٌ سعيدة، وبشكلٍ فُجائيٍّ تحرّك جسدَها من تلقاءِ نفسهِ ليرتمي نحوَ شارلا في عِناقٍ دافئ، وبالنسبةِ لها، كان هذا أفضل عِناقٍ على الإطلاق.

ما هيَ إلا ثوينات حتى حاوَطتها بذراعيها بِلُطفٍ، مُربّتةً على ظهرها بِرفق، وعلى ثغرِها الباسم أزهرت حدائقُ بهيّة.

انعكاسُ أشعّة الشمس الحمراء قُبَيلَ المغيب
هفهفةُ رياح الخريف
وحُضنها الدافئ، منبعٌ للأمانِ والسكينة
شعورٌ بالحَنين تسلّق قلبَها الرّقيق
كمُغتربٍ عاد إلى وطنهِ بعد طول سنين


















الصّحوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن