يركضُ بأقصى سُرعته نحوَ المركز، ليدلف مع الباب ويُحاول تجاوز عشَرات الأشخاص دون الاصطدامِ بأحدهم.ما إن يصل إلى الطابق الثاني حتّى تتجلّى لهُ مُختلف الأصوات، رنينُ الهاتف، وصياح رجل ثمل افتعل شِجارًا في وضح النّهار، وعجوزٌ تتشكّى عن لصٍّ سرق محفظتها.
في هذا المركز الفوضى لا تنتهي.
تجاهل كل ما حوله ليجلس على الكُرسيّ ذو العجلات أمام مكتبهِ، ويبدأ بالنقرِ على الحاسوب بسرعةٍ خاطِفة، وكأنهُ في سباقٍ مع الزمن.
"سوبارو! ها أنتَ ذا أيها الأحمق أينَ كُنتَ طوال هذا الوقت؟" صَاح من خلفهِ صوتٌ يألفه، بيدَ أنّهُ لا مجال لتشتّت تركيزهِ الآن لِذا فضّل تجاهله والصمت.
"كُنتَ تتهرّب من مهمّاتك مؤخرًا، ألديك خبر بأن المُدير توعّد بِعقابك" أردف هذه المرّة تزامنًا مع سحبهِ للكُرسيّ الذي يجلس عليهِ المشغول، ليلتفت لهُ بوجهٍ جاد وقد تشتّت ذهنه.
"لستُ أتهرّب!... أنا فقط لديّ أولويات..." وقبلَ أن يُنهي ما بدأهُ يُقاطع الآخر بجديّة "وما الأولويات؟ لقد تراكمت عليكَ القضايا كمَا الجبال!!".
تنهّد الأخير ليُمسك بطرف مكتبهِ ويسحب جسدهُ مُعيدًا إياهُ للوضعية الأولى فيما يقول "أولوياتي هيَ حماية الآخرين، وأيضًا!..." والتفت نحوَ الواقف بِجانبهِ ليردف مُبتسمًا "والقبض على أوتشيدا بالطبع!".
وسّع الآخر عيناهُ في تساؤل ثم اقترب وهوَ ينظر بِفضول إلى ما يقوم بالبحث عنهُ من خلال الحاسوب "ماذا!! أعثرت على دليلٍ مّا!".
"ليسَ بعد، ولكن قريبًا جدًا ستحدث المُفاجأة".
نهضَ بعد بحثهِ لعدّة دقائق مُستطردًا "أنا بِحاجةٍ للتحدث إلى المدعو ماتسودا، إن سأل المُدير عنّي فلتُخبرهُ بذلك... قُل لهُ أن سوبارو يُخطّط لإعطاءك هديةً فاخِرة" وأنهى حديثهُ مُقهقًا بِعلو ليلفت انتباه الجميع إليهِ قبلَ خروجه.
-
وصَل إلى سجن طوكيو المركزي، حيثُ يقبع ماتسودا مُنذ فترةٍ ليست بِقليلة.
أدلى بِبطاقتهِ الشخصية للحارس بِجوارِ البوابة، ليفتح لهُ الباب من فورهِ ويدلف مشغولَ البال في التفكير بكيفية استخراج المعلومات من ذاك الأخير، والذي اعتاد على أن يطبق فمهُ دونَ الإدلاء بأيّ شيءٍ لرجال الشُرطة.
اجتاز الاجراءات المُعتادة وحصَل على الموافقة لِمُقابلتهِ في وقتٍ وجيز.