صَحْوَةُ روح|١٧|.

741 112 72
                                    


-السابعة مساءً-

حينها اللقاء قد اقترب.

ذهبت إلى المكان المنشود قُبيلَ المغيب، أرادت البقاء هُنَاك لِبعض الوقت علّها تهدأ قليلًا، أو حتّى تشعُر بِبعض الأمان، بيدَ أنّ ذلك مُحال عليها.

هيَ بِذاتها تجهل كيف ستكون ردّةُ فعلها حيال الأمر، أستضلّ صامدةً حتى النهاية، وتنجح في تنفيذ الخطة المتهورة التي أحكمت تنفيذها بالفِعل، أم أنّها حينَ تراهُ ستفرّ هارِبة، وتستسلم لأصفاد الخوف التي قيّدت روحها بإحكام وتأبى أن تضمحلّ.

اختارت هذا المكان الذي يعجّ بالناس خصيصًا لِلقاءه، لكيلا يُقدم على فِعل شيءٍ سيء لها، رُغمَ أنّها لا تضمن ذلك .. ففي النهاية المقصود هُنا هوَ كُتلة شرٍّ مُتنقّلة، يُسيّره الشيطان بأصابعه.

يتزايد علوّ الأصواتُ كُلّما ازداد الليلُ حُلكةً، بيدَ أنها اختارت زاويةً مُنعزلة قليلًا، بُقعة تُمكنها من التقاطِ كُلّ الإشارات، للذاهب والقادم.

ولا سيّما إن أرادت التقاط تحرّكاته، فذلك سيكون يسيرًا عليها، طريقتهُ المُختلفة في المشي، وهالتهُ التي تُحيط به، قد أخذت حيزًا واسِعًا من ذكرياتها.

فكيفَ لها أن تغفل عنه؟.

طيلة مكوثِها هُناك تعدّ الثواني عدًا، وبدَت لها كأنّها ساعاتٌ موحِشة، تريد أن ينتهي بأسرع وقت، تُريد أن تمرّ بلمح البصر.

هوَ سيظهر الآن في أيّ لحظة، فقد دقّت ساعةُ اللقاء بالفِعل، وها هيَ ذي تقفُ على شفا مُنحدرٍ يلتقفها نحوَ الموت.

ازدردت ريقها في الخفاء، وطفقت أقدامُها ترتعش، على وشك الانسحاب في أيّ لحظة، تنزلقُ حباتُ العرق على عمودها الفقري مُحمّلة بأنقاضٍ من الخوف والرهبة.

كيفَ لها المكوث هُناك أكثر من هذا؟.

-إن فررتِ الآن هاربة فتقبّلي المصير الذي كُتِب لكِ سلفًا-

ها هوَ ذلك الصوت يُعاود ظهورهُ مُجددًا، واضحٌ ورنّان، يُردّد صداه داخل جُزيئات عقلها، لتتوقّف قبل أن تُقدم على المسير.

-ألم تضعِ الخُطة مُسبقًا، إذًا فلتنفّذيها فحسب!-

يتراود في خيالها كم هوَ سهلٌ عليهِ أن يُخبرها بِمثل هذا الكلام المُبتذل.

الصّحوةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن