المشهد السادس عشر

778 55 0
                                    



وكالعادة كلما حدث أمر ما لا يعجبها تقفز إلى غرفة آدم تصرخ وتعنفه؛ وكأن بيده الأمر والمسئول عنه،

وهو رغم ما يفعله كي يتحمل جنونها إلا أنه مثلها ما أن تبدأ بالتطاول؛ حتى ينشب الشجار المعتاد,

والذي لا يفضه سوى صوت والدتهما بتحذيرها الصارم مع بعض الجمل المعتادة من الام المصرية الأصيلة،

لكن رغم محاولتها هذه المرة لفض النزاع إلا أن تلك المجنونة لم تتوقف بل زاد غضبها،

وهي تصدح متهمة إياهما بالتآمر عليها، وارغامها على ما يحدث،

فيبدو أن الجميع عليها يتعاونون كي يتخلصوا منها ليزوجوها لسيف الذي لم يهدر الوقت,

وجعل عمه يتصل بآدم يحدد معه موعدًا؛ كي تأتي العائلة وتتم الخطبة،

بل وبكل صفاقة طلب من والدتها أن يتحضرا ليقوما بشراء الشبكة؛

فيجن جنونها تكاد تصعد إليه لتلقيه من نافذة شقته، ولكن شهد منعتها بصرامة، تزجرها على ما تفعله،

إلا أن محاولاتها لاقناعها للذهاب لشراء الشبكة باءت بالفشل، فترفض الأمر رفضًا قاطعًا،

ولا يكترث لها سيف وشهد اللذين ذهبا سويا لشرائه مع جملة

" هي دي بتفهم حاجة.. أنا هنقيه على ذوقي وهي هتلبسه.."

وذلك السخيف يبتسم ببلاهة مغيظة تود تحطيم فكه وتهشيم أسنانه..

وفي اليوم الموعود جالسة بغرفتها على الفراش تندب حظها باكية بعنف يتجمع حولها مناديل بالية مجعدة متكومة فوق بعضها،

تستمع لأغنية حزينة تعيدها مرارًا وتكرارًا وكأن اليوم يوم جنازتها لا خطبتها..

ومع كل جملة من الأغنية تتنهد بأسى متصعبة،

تُحدث نفسها بشهقات متقطعة:" تعالالي يابا تعالالي.. اه يابا شوفت عملوا فيا إيه.. هيجوزوني غصب عني.. لو كنت موجود مكنش حصل فيا كده.."

قائلة آخر كلماتها بحرقة شديدة منفعلة..

قبل أن تقوم بسحب منديل آخر من علبة المناديل التي شارفت على الانتهاء،

مكملة بحسرة:" غني يا ست فايزة.. غني وانعي حظي.. اه يابا.."

لتطل عليها شهد من الباب تنظر لما تفعله بعدم رضا،

ثم تتهكم بسخرية:" والله أبوكِ لو كان عايش، كان زمانه يا قتلك, يا جوزك من زمان.. عيني على خلفتي السودة.."

دلفت للغرفة بوجه مشمئز، مكملة بحنق:" ده منظر واحدة خطوبتها النهاردة.."

فيزداد نحيبها ويعلو، قائلة بقهر:" خطوبة مش عايزاها.. بابا لو كان عايش، مكنش هيغصبني على كده.."

روفيدة وسيف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن