المشهد الحادي عشر
لاعنة آدم, تسُبه بكل سُبة تعرفها, هو يوم أسود وتعرف ذلك..
هل مر يوم لم تسُب به شقيقها, وتنعته باليوم الأسود!.. مع بعض التفكير!..
الجواب لا..
زفرت للمرة الألف, وهي تتحرك اتجاه المكان المنشود, والذي ينتظرها (خلفة الندامة) على حد قولها.. والمقصود به آدم..
الذي رفض أن يمر عليها بمنزل رشا ليقلها معه للمنزل, متعللاً بقرب المكان الذي هو متواجد فيه من المنزل على بُعد شارعين, لتمر عليه هي ويعودا سويًا..
حيث المذكور أعلاه ذهب لمقابلة رفيق له قد عاد حديثًا,
وهي تعرفه جيدًا "عزيز السئيل" كما تلقبه دومًا..
ليس "سئيل" فقط, بل هو نحس وبدرجة كبيرة, ما من مقابلة رأته فيها؛ إلا وحدثت لهم مشكلة,
مشاجرة سواء تراشق بالألفاظ, أو حتى تشابك بالأيدي, سيارتهم وقت العودة بقدرة قادر, يجدوها قد وقفت دون حراكِ, إصابة من حيث لا تدري, اصطدام بحائط ظهر من اللا مكان..
ومع كل ذلك لا يزال شقيقها وسيف الأحمق يقابلانه, وهي تمقته, ويرتسم على وجهها تعبيرات القرف الواضحة..
وصلت للمقهى بملامح وجه مكفهرة, تكاد تُطلق الرصاص على من تراه, تتصل بشقيقها ليخرج, لكنه أمرها بالدخول..
دلفت للمكان المتواجدين فيه, لتجدهم يتضاحكون سويًا..
فرمقتهم بحنق ( آدم.. سيف.. وعزيز)
والأخير رحب بها بحفاوة, بل ونهض يصافحها بود:" أهلاً أهلاً روفي.."
_أهلاً..
والنبرة فاترة, وبداخلها تهتف
" داهية لا سلمك يا سئيل.."
والسئيل اتسعت ابتسامته السمجة, وقد طال احتجازه لكفها بين يده, فجذبتها بقوة, ترمقه شزرًا,
قبل أن تتحرك لتجلس على الكرسي المقابل لكرسي سيف بضيق,
ويعود هو ليجلس مقابلاً لها على الأريكة حين يجلس آدم,
مع هتاف عزيز على النادل, يأمره بإحضار مشروب لها..
مالت بجلستها على سيف, تسأله من بين أسنانها:" هو لسه فيها قعدة, مش هنمشي؟.."
واللئيم سيف استشف حنقها من المقابلة, وارتسمت ابتسامة متسلية على شفتيه,
هو يقول ببرود:" لسه بدري.. القعدة هتطول حبتين.. ثم يا روفيدة موحشكيش زيزو؟.."
غامزًا إياها بمكر, جعلها تجز على أسنانها بغيظ تتوعده, هامسة:" وحش لما يلهفك منك ليه.."