المشهد السادس

921 62 0
                                    

وصلت لباب الشقة سريعًا تلهث، تُحاول إخراج مفتاحه قبل وصول ذلك الصارخ خلفها،

تتمتم من بين أسنانها بشتائم غير مفهومة، وحين وجدته وضعته بالباب تفتحه بحركة خرقاء عصبية, كاد ينكسر بقفل الباب،

لكن قبل أن تخطو خطوتين للداخل, وجدت قبضته ممسكة بياقة الفستان من الخلف كمخبري القسم،

يهزها يعنف هادرًا:" ايه المنظر ده!.."

عقدت حاجبيها بحنق, فما تشعر به من عدم الارتياح يجعلها حانقة وبشدة،

فالتفتت إليه وهو لازال قابضًا على ملابسها، تنظر إليه بعينين غاضبتين، وتنمره عليها هو وسيف يشعلها بالغيظ، فغرت فاها، لتعطيه ما يناله من تقريع،

حين عاد يكمل بحدة متهكمًا:" فستان بربع كم يا روفيدة؟.. شربتِ بانجو ولا لسه يا سعدية؟.."
رفعت وجهها إليه تناطحه بغيظ، تقف على أطراف أصابعها،
هادرة بغضب وقد اخشوشن صوتها:" وإنتَ مالك.. مش عاجبك منظري مشبهش ولا ايه؟.."

مع صوتها الهادر، عاد ينظر إليها نظرة تقييمية من أعلى رأسها لأخمص قدميها، يمط شفتيه بازدراء،

مضيفًا بامتعاض:" فستان مع صوت جعفر حتى مش لايق.."

تلك النظرة جعلتها تجز على أسنانها متوعدة إياه، ثم ابتسمت بتصنع، ترفع يدها مبعدة يده،

وقبل أن ترد كانت شهد قد خرجت من المطبخ سريعًا, تحمل بيدها ملعقة خشبية تلوح بها،

هاتفة بحدة نافذة الصبر:" ايه فيه ايه؟.. من أول دخولكم الباب صوتكم مسمع.. اتهدوا شوية.."

أنهت كلماتها، تعقد حاجبيها تدقق النظر فيهما، قبل أن تتساءل بتعجب:" مين دي يا آدم؟.. أمال أختك فين مش هي اللي كانت بتتخانق معاك!.."

عبست بشدة، تزم شفتيها للجانب، قائلة بنزق حانق:" ايه يا ماما الله.. للدرجادي متغيرة!.."
اتسعت عينا شهد بذهول، تتطلع إليها بعدم تصديق، تقترب منها ببطء،

قائلة بانشداه مصدومة:" روفيدة!.. إيه اللي عملاه في نفسك ده؟.."

فيصلها الرد من آدم الساخط:" اتهبلت على كبر.."

رمته بنظرة حانقة، مرددة بغل:" اتهبلت!.. ليه شايفني لابسة محزق وملزق.. ولا ضاربة وشي بويا.."

_ده اللي ناقص يا حيلة أمك, علشان كنت لزقت في الحيط..

_وإنتَ مالك محموق من ايه؟.. مش منظري الأول مكنش عاجبك.. ملكش دعوة باللي بعمله..

فيهدر فيها بعنف:" مله على جنابك يا روفيدة، اتعدلي.."

_شايفني محتاجة ظبط زوايا؟..

روفيدة وسيف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن