يجلسون بهدوء، يستمعون إلى تلك الأخبار والمعلومات التي يقولها رئيسهم، وتلك المهمة الجديدة التي سيقومون بتنفيذها،
وعلى غير العادة استدعى اللواء سمير روفيدة كي تكون معهم مما دفع الفضول لمعرفة ما يريده،وها هي تجلس بحماس شديد يكاد وجهها يشتعل من الترقب وابتسامتها التي تحاول كبحها، مع لمعة عينيها تستمع إلى كلمات اللواء بانتباه،
هذه المهمة بالنسبة إليها فرصة كي تثبت نفسها، وهي ليست بالاعتيادية، أن تُكلف بمثلها فهذا شيء سيُضاف لملفها،راسمة على وجهها الجدية نظرت لرئيسها وهو يقول:" بصي يا روفيدة المهمة معتمدة عليكِ بشكل كبير.."
فتسأله بترقب شديد وقد عقدت حاجبيها بتركيز:" إزاي
يا فندم؟.."
فيضيف اللواء موضحًا:" محتاجين عنصر نسائي.. يعني بنت حلوة تدخل في الشلة وتتعرف عليهم.."
ما إن أنهى حديثه حتى نظر سيف وآدم إلى بعضهما البعض ثم انفجرا في الضحك بطريقة هستيرية، لا يستطيعان التوقف، يهتز جسد كل منهما يكادا يقعا من على مقعدهما،
وسيف يردد من بين ضحكاته بذهول:" بنت حلوة رقيقة!.."
وآدم يُكمل حديثه الضاحك:" عنصر نسائي.. النمرة غلط يا فندم.."
عقد اللواء سمير حاجبيه بتعجب واستنكار من تصرفهما، ثم تساءل بضيق:" بتضحكوا على ايه؟.."
فيجيبه سيف مع محاولاته للتوقف عن الضحك، متطلعًا حوله بحيرة ساخرة:" حضرتك عايز بنت.. هي فين دي؟.."
فتزداد حيرة اللواء مع ازدياد انعقاد حاجبيه، يجيبه ببديهية مشيرًا لروفيدة:" ما هي قدامك اهي روفيدة!.."
لكن آدم الذي زم شفتيه بقوة كابحًا ضحكاته، هز رأسه نفيًا،
قائلاً بأسف مرح:" يا فندم حضرتك غلطان روفيدة مش بنت.."
ارتفعت شفة اللواء العليا مع اتساع عينيه،
يسأل بدهشة:" نعم!.. امال إيه؟.."
وبصوت واحد انطلق الاثنان يهتفان:" ولد متنكر.."
ثم انفجرا في الضحك مرةً أخرى، يصطدم كتف سيف بكتف آدم، دون قدرة على السيطرة،
تحت أنظار روفيدة المشتعلة بغيظ مما يقولانه، والتقليل من شأنها أمام اللواء سمير،
فتسألهما بحنق ساخط منزعجة، محاولة السيطرة على نفسها فلا تنهض لتقوم بلكمهما سويًا كي تنزع تلك الضحكات عن وجهيهما:" قصدكم ايه!.."
تنحنح آدم ينظر إليها بنظرة متفحصة، قائلاً بتقرير:" روفيدة يا حبيبتي إنتِ مش شايفة نفسك.. ده إنتِ أخويا مش أختي.."