ذهول اصابها لا تعرف ماذا تفعل أو تقول, فقط تنظر لإصبعها الصغير "الابهام"
المصبوغ باللون الأزرق ختم توقعيها،
بعينين متسعتين وهي تستمع إلى صوت والدتها, والمتواجدين بالمنزل يعج بالفرحة والبهجة المبالغ فيها،
هل تم عقد قرانها حقا!..
حقا!..
حقا!..
هزت رأسها تحاول نفض تشوشها، وآدم يجلس بجوارها، يميل عليها مقبلاً جبينها،
هامسًا بابتسامة سعيدة:" كتبوا كتابك يا نقاوة عيني.. مبروك يا روفي.."
ثم هم بالنهوض: ليجدها تتشبث بقميصه بقوة: أعادته ليجلس بجوارها،
تسأله بنبرة غير مصدقة دون أن تنظر إليه :" آدم اللي بيحصل ده حقيقة, ولا أنا بحلم بكابوس بعد ما تقلت بالأكل امبارح!.."
عض على شفته السفلى بقوة يكتم ضحكته، قبل أن يربت على كفها الممسك بقميصه،
يرد عليها بخفوت مؤكدًا:" لا يا ضنايا.. كتبوا كتابك.. خلاص اتجوزتِ يا لوزة.."
هذه المرة رفعت وجهها الشاحب تنظر إليه بعينين هلعتين، فشعر بالشفقة عليها، فيحاول طمأنتها بما يظنه,
قد يهدئها:" متخافيش يا روفي.. بصي سيف اهو.. جوزك.."
مشيرًا برأسه لسيف الذي دلف للمكان بابتسامة واسعة, تنير وجهه، يتلقى المباركات ممن حوله؛
لكن عيناه لا تبصران سوى روفيدة المتمسكة بشقيقها، فتتسع ابتسامته مع لمعة عينيه بوعود كثيرة, وأغلبها ترضي جموح خياله المحروم..
وصل إليهما، فنهض آدم بصعوبة يحاول إبعاد كف روفيدة المتشبثة به، يدفعها بنزق،
قائلاً بتهليل:" مبروك يا سيف.. وأخيرًا.."
فيضحك سيف وهو يحتضنه، مرددا بتنغيم:" وأخيرا اتجوزت.."
فتعلو ضحكات كلاهما، بطريقة أثارت أعصاب تلك الجالسة تنتفض, ولا تزال متمسكة بقميص شقيقها, تكاد تمزقه من فرط عصبيتها،
فتغمغم بغيظ مرتجف:" أخيرًا اتجوزت.. فرحان أوي.. وأنا لبست وادبست.. ليلتك طين يا سيف.."
ابتعد آدم عن سيف، محاولاً افساح المجال له ليجلس بجوار روفيدة ليبارك لها،
لكنه وجدها تجذبه، تنظر إليه بعينين محذرتين،
متسائلة:" رايح فين!.."
ارتفع حاجبه، يرد عليها بتلقائية:ً هسيبك مع عريسـ....."