المشهد الثاني عشر

811 50 0
                                    

المشهد الثاني عشر

تلك الحالة من الهرج والمرج التي حدثت بالمشفى بعد وصولها لم تشعر بها فقد كانت بحالة من فقدان الوعي, وبعدها دلفت لغرفة العمليات سريعًا,

وصول شهد بحالة من الرعب مع الشحوب الشديد ولحسن حظها كان أسامة متواجد بالمنزل على غير العادة بعد أن أنهى مناوبة,

فاتصل به سيف يُخبره, ويُحضر معه شهد, التي ما إن وصلت باكية منهارة, تسأل آدم عما حدث وأين شقيقته, فيخبرها باختصار عما حدث..

أما عزيز فوقف صامتًا بتململ مع النظرات الساخطة التي رماها الجميع إليه,

يلقون عليه عاتق المسئولية " نحس من يومك"

وبعد وقت قصير نسبيًا, طويل بدرجة مريعة بالنسبة إليهم, خرج الطبيب يطمئنهم, لتخرج على العناية قليلاً حتى يتم إفاقتها, والاطمئنان على حالتها, ثم بعدها تُنقل لغرفة عادية..

وتحت إلحاح شهد وفظاظتها الغير معتادة, قامت بطرد عزيز, خوفًا من نحسه كي لا يحدث شيئًا آخر, فانصاع لمطلبها مُكرهًا, وهي الذي ود البقاء حتى يطمئن على روفيدة,

بالغرفة الخاصة بها كانت لا تزال نائمة تحت تأثير المُسكن,

وشهد التي رفضت الذهاب للمنزل تاركة ابنتها بعد أن هدها التعب والبكاء, بل كانت على وشك الاصابة بأزمة قلبية, وارتفاع في ضغط الدم, غفت على الأريكة المتواجدة بالغرفة, وذهب آدم للمنزل ليقوم بإحضار بعض الأشياء التي طلبتها منه شهد..

وانتهز سيف الفرصة, فقرب كرسي من فراش روفيدة, يُمسك بيدها بكفه, يتأملها بعينين غائمتين

, ثم يخفض رأسه قليلاً زافرًا بارتياح طفيف, يحمد الله أن الأمر قد مر بسلام..

رمشت بعينيها ببطء, تُحاول فتحهما وهي تشعر بالثقل, تئن بخفوت, تشعر بأحدهم يضغط على يدها,

ومع محاولاتها فتحت عينيها, تنظر لذلك الرأس المُطرق قليلاً, مع تشوش أفكارها,

همست باستغراب:" سيف!.. إنتَ بتعمل إيه هنا؟.."

اعتدل سريعًا بجلسته, ينظر إليها بلهفة فاضحة, لكنه شاكسها قائلاً:" أخيرًا صحيتِ.. نموسيتك كحلي.. حمد لله ع السلامة.."

ومع حديثه ضرب عقلها كل ما حدث, فهزت رأسها بخفة, قائلة:" الله يسلمك.. أمال آدم فين!.."

أجابها سريعًا, مع سؤاله:" راح يجيب حاجة.. إنتِ كويسة؟.."

ابتسمت شبه ابتسامة متعجبة, مؤكدة بصوتها الخافت بضعف:" ايوة الحمد الله.."

صمت قليلاً ينظر إليها بطريقة غريبة، أثارت ريبتها,

قبل أن يقول بتنهيدة:" روفي هو أنا ممكن أحضنك؟.."

روفيدة وسيف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن