المشهد الرابع والعشرون

798 53 1
                                    


يوم الزفاف والمختلف تمامًا عن أي يوم زفاف محترم, فالعروس التي تم إيقاظها منذ الساعات الأولى من الصباح تركت غرفتها مُكرهة,

لكنها لم تتركها سوى لتهرب من غرفتها لغرفة شقيقها النائم بكل استرخاء, فترمقه بنظراتها الحاقدة, قبل أن تدفعه بعنف,

جعله يستيقظ مفزوعًا قبل أن ينقلب ساقطًا عن الفراش,

هاتفًا بارتياع:" فيه إيه؟.."

عاقدًا حاجبيه مدققًا النظر, مردفًا:" روفيدة!.. بتعملي إيه هنا؟.."

عابسة الوجه, ارتمت على الفراش, تجيبه باقتضاب:" هنام هنا.. وسع.."

مصاحبة كلماتها بتسطحها على الفراش, جاذبة الغطاء من عليه بفظاظة,

مغطية نفسها من أعلى رأسها لأخمص قدميها,

وهو يرمقها بحاجبين مرفوعين بانشداه منها, فيميل بجذعه, يلكزها بحدة,

قائلاً:" قومي يا بت إنتِ من هنا.. روحي أوضتك خليني أكمل نوم.."

لكنها تململت دون أن ترفع الغطاء, قائلة بنبرة

مكتومة:" بس بقى.. أمك احتلت أوضتي ومش هتخليني أنام.."

زم شفتيه بغيظ, وإصبعه يعود ليلكزها أكثر,

قائلاً بحدة:" مليش فيه.. اطلعي برا.."

فينتفض, وهو يرى الغطاء يبتعد بطريقة مُباغتة,

صارخة بوجهه بنبرة هائجة:" بقولك إييييه.. حل عن دماغي وإلا هصور قتيل حالاً.. أنا عايزة أنام..

ومش هتحرك من هنا.. غور شوفلك مكان تاني.. وإلا ورحمة أبويا هدفنك تحت السرير وأكمل نوم.."

تراجع بجذعه للخلف ببطء حذر, يهز رأسه موافقًا, وهي تعود لتغطي رأسها,

مغمغمة بغل:" يوم مش طالعله شمس.. اسمع خبرك يا سيف إن شالله.."

لم تفارق نظراته جسدها المخفي, وقد اكتسى معالم وجهه الإشفاق,

هامسًا:" يا عيني يا سيف, هتشوف ليلة سودة النهاردة.."

لكن يلتوي ثغره بنصف ابتسامة سعيدة, مكملاً:" بس الحمد الله آخر يوم ليها هنا بالبيت, وارتاح منها ومن هبلها.."

استلقى على الفراش بجوارها مغمضًا عينيه, ليعود للنوم, بعد أن القى نظرة خاطفة على غطائه الذي استولت عليه تلك البلوة,,
متنهدًا يُصبر نفسه:" هانت.. كلها كام ساعة.."

_اتخمد وبطل برطمة..
وتلك البلطجية بنبرتها المتسلطة,

جعلته يسبها بخفوت, يواليها ظهره مغمضًا عينيه, والذي لم يكد يغلقهما, حتى فُتح باب الغرفة,

روفيدة وسيف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن