متوارية خلف الجدار الباب الحديدي تنظر بحذر رغم تلك الابتسامة المتشفية المرتسمة على شفتيها،
تراقب ذلك الضخم الغاضب يقف أمام سيارته المحطم أحد مصابيحها، ومثقوب إطارتها، ومخدوش هيكلها الخارجي بطريقة مريعة،
يتطلع حوله يكاد ينفث النيران من أنفه من شدة غضبه، يتطلع حوله يتمنى أن يرى من فعل ذلك كي يحطم عظامه، ثم يدهسه أسفلها، يتمتم بعبارات نابية متوعدة،وهي تكاد تنفلت منها ضحكة مجلجلة،
محدثة نفسها بخفوت:" تستاهل يا ضرفة الباب علشان تبقى تعمل سبع رجالة ببعض.."
لكنها أجفلت حين وجدت صوت من خلفها,
يهتف بتعجب:" روفيدة!.. بتعملي إيه هنا؟.."
التفتت سريعًا تنظر فتجده سيف معقود الحاجبين, ينتظر تفسيرها لتواجدها بهذا المكان ليلاً،
جذبت ذراعه بقوة، تحجبه عن نظر ذلك الغاضب الذي نظر اتجاههما ويبدو أنه قد انتبه للصوت،
نظرت إليه بحنق، قائلة بخفوت حاد:" ما تهدى وتوطي صوتك, هتفضحنا يا عم إنتَ.."ثم مالت بجسدها ناحية الخارج تنظر نظرة خاطفة للرجل، قبل أن تعود لسيف الذي عقد ذراعيه أمام صدره، وقد علم أنها قد قامت بمصيبة أخرى من مصائبها المعتادة،
ومع نظرته المترقبة زمت شفتيها بامتعاض،
قائلة بتبرم:" مالك؟.."
رفع حاجبه دون أن يغير من وضعه، وسألها مرة أخرى:" عملتِ إيه المرادي يا روفيدة؟.."
_مفيش..
وكانت اجابتها المختصرة، والتي تعني بالنسبة إليه بلوة, هينول نصيب منها..فك عقدة ذراعيه، ثم اقترب منها بخطوات متكاسلة جعلتها تتراجع للخلف قليلاً، تنظر حولها متحاشية النظر إليه،
وهو يقول بشفتين مشدودتين بتقرير:" مصيبة جديدة من مصايبك.. يا ترى مين مايل البخت المرادي؟.."
_إنتَ هتتبلى عليا وتلبسني مصيبة معملتهاش!..
ونبرتها الهجومية الزاعقة أكدت له إحساسه،
وأكملها ظهور ذلك الضخم ذو الترابيس المتعددة،
وهو يهدر بصوت أفزعه شخصيًا, قبل تلك التي قفزت بهلع من المفاجأة:" يبقى أنتِ اللي بوظتِ عربيتي.. ليلتك ملهاش ملامح.."
التفتت خلفها ترى النيران تتراقص بعيني ذلك الضخم، ولم تستطع كبح ابتسامتها التي زادت من غضبه،
بل لم تنكر, وهي تقول باستخفاف:" أهلا بضرفة الباب.. عجبك النيولوك الجديد للعربية؟.."اتسعت عينا الرجل من شدة غضبه، تكاد تظن أن عضلاته قد انتفخت أكثر فيكاد يتحول للرجل الأخضر، وهي تقف أمامه باستفزاز،
جعله يتحرك مقتربًا منها هادرًا بجنون:" وأنا هغيرك النيولوك بتاع وشك علشان تحصليها.."