المشهد الثامن عشر

731 49 0
                                    

واقفة بالمنزل تنظر أمامها بعينين مشتعلتين، ولا زال بيدها الهاتف بعد أن أنهت مكالمتها مع والدتها؛

والتي لسوء حظها أخبرتها أنها ستبقى يومين عند ابنة خالتها لإنهاء بعض الأمور المتعلقة بقرب زفاف المايعة, وشراء باقي مستلزمات الزفاف..

والتي الآن قد نالت منها وافر الدعوات التي قد تدهسها دهسًا إن تحقق شيء منها..

مع تفكيرها بطريقة لقتلها بعد تعذيبها بأبشع الطرق،

وبالنهاية تمتمتها الساخطة من بين أسنانها:" اللهم إني صائمة.."

متحركة لغرفتها تنزع ملابسها الميري, وترتدي كعادتها قميص قطني يخص آدم شقيقها, مبررة هذه المرة بأنه واسع ومريح,

وبلهجتها الخاصة " مرحرح وطراوة"

ثم اتجهت بخطوات حانقة إلى المطبخ تتفحص محتوياته فتزداد غضبًا حين لم تجد والدتها قد تركت طعامًا جاهزًا بالبراد،

وعليها أن تقوم هي بالطهو للإفطار..

فتجز على أسنانها بغيظ وهي تكاد تخرج منه, ضاربة أمر الطهو بعرض الحائط؛ وليأكل آدم اي شيء وينتهي الأمر،

محوقلة كي لا يضيع صيامها ويبدو أن "خالها الطيب حاضر"

قالت بتنهيدة وكأن ما ستفعله فضل زائد:" معلش يا بت يا روفي.. تعالي على نفسك.. دي ست دخلت الجنة في كلب.. ما بالك أخوكِ وطور.. يعني النوع حيوان برضو مفيش اختلاف.."

مُفكرة سريعًا أي الأنواع تستطيع طهوها

"فراخ مشوية، أرز بسمتي.. صينية بطاطس وكوسة.."

ومن كرم أخلاقها ستعد الحلو كيكة شيكولاه

وذلك ليس حبًا بآدم؛ لكنها تعشقها وتحت بند

"مادام كده كده بالمطبخ هعملها.."

قامت بفتح البراد، مُخرجة أكياس دجاج مجمدة كانت شهد قد حضرتها لشهر رمضان..

ولأن الوقت لا يسعفها للانتظار قامت بوضع الأكياس في وعاء كبير به ماء وبعض الملح.. ثم تركتهم وذهبت لتعد تتبيلته..

تدور حول نفسها في المطبخ تبحث عن المكونات..

" ملح.. فلفل اسود.. بصل وثوم بودر.. زنجبيل مطحون.. حبتان من الطماطم وبصلتين.. وملعقتان من الخل مع نصف ليمونة.."

وضعتهم جميعًا بالمطحنة حتى تحولوا إلى عصير متجانس، ثم اخرجت قطع الفراخ ووضعتها بوعاء آخر كبير تضع عليها التتبيلة وتتركهم ساعة على الأقل..

متذكرة قول والدتها:" كل ما تسبيهم أكتر في التتبيلة, طعمهم يكون أحلى.."

تركتهم بعد وضعهم بالمبرد مرة أخرى..

روفيدة وسيف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن