الحادي عشر

2.9K 140 10
                                    

ابتلعت ريقها بتوتر وهي تتطلع لمحيطها فكل الانظار عليها مترقبة...لتنطق بأسمه وهي تشعر أن قلبها يهوي بين ضلوعها: 
-الاستاذ...أكمل...الصرفي...

تصفيق حاد أخترق مسامعها وفي لمح البصر كان أمامها  

نظرت لخالتها تستنجد بها لترسل لها نظرة راجية تحثها على المتابعة تزامنًا مع صوت الموسيقى  واقترابه منها كي يقودها الى الرقص، وحين وقف بها في المنتصف و وضع يده حول خصرها...أغمضت عيناها كي تشجع نفسها وتلتزم بثباتها المنعدم في حضرته، ليتمايل معها بخطوات مدروسة متقنة لعدة دقائق دون أن يحيد بنظره عنها  ولكن هي كانت تتحاشى النظر له والجمود يحتل وجهها، لينزل لمستواها هامسًا بأذنها:
-ينفع تبقي مكشرة كده وانا  اللي دافع دم قلبي علشان ارقص معاكِ 

ابتسمت ببرود وردت ساخرة:
-قولتلك ألف مرة اطلع من حياتي 
ليه مصمم تحرج نفسك ولا انت حابب تتكرش من هنا كمان 

اقترب أكثر منها وهسهس بأذنها  بوقاحة غير عابئ بتوبيخها:
-الأحمر هياكل منك حتة ومخليكِ  شبه الفراولة عايزة تتكلي أكل

شهقت بخجل من وقاحته ورفعت نظراتها الشرسة له توبخه:
-انت وقح وقليل الادب و…

قاطعها هو بصدق وعينه تسير ببطء على وجهها:
-بس عمري ما بطلت احبك وهفضل لأخر نفس فيا أحاول علشان ترجعيلي

هدر بجملته بنبرة أرجفت اوصالها واستشعرت مدى صدقها لتنظر له نظرة تحمل الكثير بطياتها وهمهمت بنبرة لائمة:
-لو بتحبني زي ما انت بتقول سبتني ليه؟

غامت عينه بنظرة متألمة واجابها:
-كان غصب عني بكرة تفهمي كل حاجة 

هزت رأسها بعدم رضا تحثه على الحديث لكنه لم ينطق و اكتفى بتأملها والتمعن في ملامحها الهادئة التي تبث به الطمأنينة فهي ملاذه الوحيد يقسم أنه أمامها ينسى كل شيء حقده، وانتقامه اللعين ويعود مثلما كان سابقاً على سجيته التي تنبض بعشقها،  وعند تلك الفكرة تنهد بعمق ومال برأسه قليلاً لمستوى أُذنها وهمس بخفوت مثير كاد أن يفقدها اتزانها:
- بحبك يافدوتي

تعالت دقات قلبها وزاغت نظراتها وهي تشعر أن قلبها سيخونها ويتأثر به لذلك حاولت الثبات و كادت أن تنهره من جديد لولآ أن منعها
صوت تصفيق الحضور لهم  فقد توقفت الموسيقى منذ دقائق وهم لم ينتبهوا، لتبتعد عنه بضع خطوات في حين  انسحب هو بكل هدوء، وقبل أن يخرج من الساحة أقترب من الطفلة المحملة بوعاء الورق وقبلها من وجنتها بأمتنان وأعطاها لوح كبير من الشوكولاتة فهي من ساعدته في نجاح حيلته واستبدال كافة القصاصات بأسمه حتى يلوذ بقليل من قربها.
ليبحث بعدها بعينه عن نيرة و لم يجدها وإن هم بالانصراف تسمر مكانه من ذلك الغاضب الذي يحدجه بنظرات مشتعلة كفيلة بحرق الأخضر واليابس من خطورتها.
تظاهر أكمل بالتجاهل وهو يتخطاه إلا أن الآخير لم يدع الأمر يمر مرور الكرام فقد سحبه من ذراعه بعنف للخارج وهو يجز نواجزه بغضب ثم استوقفه بعدما ابتعدوا عن الانظار وقبض على مقدمة ملابسه وهدر من بين أسنانه:
-انت ايه اللي جابك هنا وازاي تسمح لنفسك تتعدي حدودك وتقرب منها  

إغواء قلب (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن