الثامن عشر

2.7K 136 4
                                    

تململت هي بانزعاج بعدما استمعت لصياح امها وهي تحثها على الاستيقاظ فلا تعلم ما أصابها فهي اصبحت عاشقة للنوم في الآونة الأخيرة  وبكثرة.  اعتدلت بتكاسل داخل فراشها وهي تشاهد والدتها تزيح الستائر عن الشرفة، لتهمهم  بنعاس وهي تحجب الضوء عن عيناه بيدها:
-حرام عليكِ يا ماما النهاردة الجمعة يعني يوم اجازتي سيبيني أنام شوية كمان 

تنهدت هنية  وقالت بصرامة:
-قومي يا مي وبطلي كسل انا مش عارفة هو انتِ مش بتشبعي نوم ولا ايه  ده احنا بقينا العصر ويلا علشان عايزاكِ تساعديني وتعملي صنية بسبوسة حلوة كده ناكلها مع الشاي

أجابتها مي بتأفف: 
-بسبوسة ايه بس يا ماما ورحمة بابا ما قادرة اصلب طولي و هموت وانام تاني 

حايلتها هنية:
- يابنتي الله يهديكِ قومي علشان جيلنا ضيف ولازم نرحب بيه 

هزت رأسها بلا مبالاة وسحبت وسادتها من جديد ووضعتها على رأسها بعدما قالت بسأم :
-مليش فيه انا عايزة انام وبعدين هيكون مين اللي جاي يعني
 
- هاشم 
قالتها هنية وهي تنظر لها بترقب 
لترمش هي  بأهدابها بعدم تصديق ثم نهضت بسرعة متناهية من على الفراش وهي تهتف بتلهف بعدما مسكت كفوف والدتها :
- بجد يا ماما هاشم جاي النهاردة هو اللي قالك جاي يصالحني مش كده 

هزت هنية رأسها وقالت بأمل:
- لأ يا بنتي انا اللي عزمته و قولت تاخدو وتدو مع بعض في الكلام يمكن ربنا يهديكم وتريحو بالي

أطرقت مي رأسها بإحباط وهمهمت:

- ما إحنا بنشوف بعض في المستشفى وعلى طول بيتقصد يجرح فيا يعني ايه اللي هيتغير 

حاولت هنية مواستها:
-معلش يا حبيبتي مسيره يرجع بس هو محتاج وقت يداوي كرامته اللي انتِ مرمطي بيها الأرض

ابتسمت مي وهمست بأمل:
- يارب ياماما 

لتشجعها هنية:
- طب يلا علشان تعمليلي البسبوسة اللي بيحبها  و تلحقي تجهزي عايزاكِ تتشيكي على الأخر 

أومأت لها مي وقبلتها من وجنتها وانطلقت الى المطبخ تعد الحلوى خاصته التي يعشقها. 
------------------------
عند وصول اكرم إلى قصر العزازي استقبلته هند وقصت عليه ما بدر من ابنها وبعد حديث مطول منها انسحب اكرم الى غرفة صديقه طرق عدة طرقات متتالية وعندما يأس من فتحه للباب هتف بنبرة جهورية: 
- ياصقر افتح حصل مصايب في الشغل ولازم يكون عندك علم بيها...طب مش عايز المعلومات اللي طلبتها مني انا جبتلك الملف بتاعها زي ما قولتلي

وحين تفوه بتلك الكلمات فتح صقر الباب بقوة وسحب من يده الملفات وظل يتفحصها ليهمهم أكرم متسأل بحذر بعدما شاهد الحطام الذي حل على الغرفة: 
-نهار ابيض... انت دغدغت الجناح بتاعك يا مفتري ايه اللي حصل لكل ده

عاد صقر الى الداخل من جديد وجلس على طرف الفراش ليتبعه أكرم ويجلس بجانبه ويهمهم بقلق:

إغواء قلب (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن