طرقات منتظمة على باب مكتبه أخرجته من شروده ليأذن للطارق بالدخول ويستأنف مراجعة عمله ليتقدم منه رجل في العقد الخامس من عمره ويدعى محمود يحمحم بحرج:
-ممكن أخد من وقتك دقيقة يا صقر بيهرفع صقر عينه من على الورق وابتسم بهدوء وقال مرحبًا:
-تعالى يا عم محمود فينك ياراجل ياطيب كده تحرمني من قهوتك- لامؤاخذة يا بيه كنت تعبان شوية وراقد بقالي كام يوم
-ولا يهمك انت أحسن دلوقتي...محتاج حاجة
نفى محمود برأسه وأخبره بامتنان:
- أنا أحسن يا بيه...ومش محتاج غير سلامتك ربنا يخليك لينا انت مش مقصرابتسم صقر بود ليتحمحم محمود من جديد والتردد يكسو ملامحه
ليتنهد صقر ويقول بجدية بعدما لاحظ تردده:
-عايز تقول حاجة قولها يا عم محمود متترددش-ايوة يا بيه في حاجة معايا تخصك...ورقة ولازم اديهالك لقيتها وانا بروق المكتب من كذا يوم وبصراحة خوفت اسيبها توقع في ايد أي حد غيرك وسامحني يابيه والله لولآ رقدتي وتعبي كنت جبتهالك علطول
عقد حاجبيه باستغراب وتسائل بريبة:
-ورقة ايه ياعم محمود؟ناوله محمود تلك الورقة التي خطتها هي له منذ عدة أيام وقصت له كل شيء بخصوص المخطط اللعين
لتتجمد ملامحه وهو يؤشر الى محمود أن ينصراف بعدما شكره، وعندما قام بالتدقيق بها
اتسعت عينه بصدمة عارمة من تلك الكلمات التي سطرتها لأجله فقد شرحت له كل شيء و أخبرته أنها لن توشي بأي شيء يخص عمله وأكدت أنها لم تستطيع ايذائه.
وضع يده على فمه بعدم تصديق وهو يقرأ باقي كلماتها ويقسم انه شعر برجفة قوية اجتاحته بعدما قرأ قسمها؛ أنها أحبته بصدق. اغمض عينه بقوة يحاول استيعاب الأمر ولكن مهلآ ذلك لم يغير شيء بالنسبة له فيكفي انها اخفت عنه
وتعمدت أن توقعه في شباكها أما بشأن قسمها قلبه يخبره أنها لم تتصنع مشاعرها واحبته بصدق لكن عقله اليابس لم يقتنع بتلك السهولة وحتى إن اقتنع ذلك لا يغير من كونها مدنثة عديمة الشرف بالنسبة له فهو مثله كمثل أي رجل شرقي يتمسك بالمبادئ والقيم والأعراف المُتبعة، وهو كا شرقي ايضًا يعد من أكثر رجال الأرض غيره على عرضه وشرفه ولا يقبل المساس بهم بتاتًا.
بعد تفكير دام طويلًا تنفس الصعداء وتعمد عدم الأكترث لندائات قلبه وبعد القليل من الشرود جال بخاطره
عقد الصفقة الخاصة بفهد وظل يسأل نفسه إن لم تكن هي من فعلت فمن فعلها لدقائق فقط استغرق الأمر منه التفكير ليرفع سماعة الهاتف ويطلب رقم مدير الشئون القانونية الخاص بشركته ويطلب منه بإيجاز أن يتأكد له من أمر ما.
---------------------
أما عنها بعد أن قصت لإحسان كل شيء شعرت أنها ازاحت عنها قليلًا فكانت تجلس والآخرى تجلس بجوارها حين همهمت هي بضعف:
-خايفة يكون مات يا ست إحسان انا معرفش انا عملت كده أزاي انا شكلي هروح في داهية وهتسجن
أنت تقرأ
إغواء قلب (مُكتملة)
ChickLitاقتباس🔥 صيحات وهمهمات وسباب لاذع يصدح بالأجواء ثم طعنة قوية صدرت من يدها المرتجفة تستقر بِصدره أسقطته طريح لآثارها، استجمعت كل ألمها وجمعت كل ما عانته ومرت به واوقعته على عاتقه، هو من أرغمها على كل شيء وعندما ابتسمت لها الحياة اخيرًا واهدها قلب...