الرابع والعشرون

3.1K 142 1
                                    

-انا يا جمـــــــــــــــــــــــال
هدر بها هو بصرامته المعتادة وهيبته التي لا يضاهيه أحد بها وهو يقف  بكل شموخ و يضع يده بجيب بنطاله بوقار لا يليق إلا به.

-صقر...

نطقت هي بأسمه بنبرة حارقة واحتياج طغى على كل حواسها  وبحروف متقطعة من شدة صدمتها
تتبع هو بعينه مصدر الصوت بلهفة لم يتعمدها بعدما أصابته نبرتها  بقشعريرة قوية أرجفت قلبه كما السابق، وعندما وقعت عينه عليها  تشابكت نظراتهم لعدة ثوانِ معدودة قبل يهدر ذلك المقيت بنبرة جهورية:
- هو انت يا باشا

قطع تواصلهم البصري وتقدم  منه بخطوات حثيثة وهو مازال محافظ على وقاره وتحدث بنبرة تحمل الوعيد بين طياتها:
- اه أنا عندك مانع يا جمال

هتف جمال بعدم رضا وصوت جهوري يضغى عليه الأجرام:
-اه عندي لموأخذة يا باشا
مش رجولة منك لما تتعدي على حاجة تخصني، بت العايق دي مش هتكون غير ليا، وانا يا قاتل يا مقتول

حانت منه بسمة هازئة ثم أشار لأفراد حراسته أن تتقدم
وقال بنبرة واثقة اجفلت الآخر:
-طب يا جمال انا هوريك الرجولة تبقى أزاي يظهر اني علشان اتهاونت معاك قبل كده وسيبتك تمشي سليم
خدت فكرة غلط عني بس ملحوقة انا هغير فكرتك وأعرفك ان صقر العزازي مبيقبلش بالغلط ولا بيتهاون في اللي يخصه

ليؤشر لرجاله أن تتقدم منه وعندما لاحظ جمال أقترابهم  أشهر مديته وسحبها عنوة من بينهم ثم حاوط ذراعه حول عنقها وأخذ يلوح بمديته كي يرهبهم

صرخت هي بقوة وظلت ترتجف من شدة ذعرها ليشدد هو أكثر على عنقها ويهتف بشر  وهو يضع طرف مديته على عنقها:
-إياك حد يقرب مني...اللي هيقرب هاخد روحها ومش هيهمني
ليهسهس بأذنهابنبرة شيطانية بعدما تعالى نحيبها:
- مهو يا تكوني ليا يا ست البنات يا مش هتكونِ لغيري

توسلته إحسان:
- استهدي بالله ياجمال ومضيعش نفسك وتضيع البنية معاك

لتعقب كوثر ايضًا بعويل وهي تضرب صدرها:
-يالهوي يالهوي سيبها يامفتري ربنا ينتقم منك

ليباغته عزت بتحذير:
-سيب البت يا جمال وخلينا نتفاهم

ابتسم جمال بشر وقال بغل: -نتفاهم على ايه بعد ما رجعت في كلامك انا متأكد ان الباشا زغلل عينك بفلوسه علشان تجوزها له

أما عنه كان يقف بملامح باردة عكس تلك النيران العاتية التي تنضرم بكل حواسه من خوفها وبكائها الذي آلم قلبه...ورغم ذلك ظل ملتزم بثباته الإنفعالي حتى لا يشعر ذلك المقيت بأنه أثر به بفعلته

ليؤشر  من جديد لرجاله ليندفعوا إليه ويحاوطوه  من كل الجهات كي يشتتوا تركيزه وبالفعل ما أن فعلوا  ظل جمال يلتفت بها بكل اتجاه بتوجس يحاول ان يتفادي أقتراب أحدهم  وعندما لاحظ هو عدم انتباهه باغته صقر بركلة قوية بذراعه أسقطت مديته على الأرض لتهرول هي مبتعدة عن جمال وترتمي بأحضانه، ليبتلع هو ريقه ببطئ مميت ويحاول تمالك نفسه، ويربت على ظهرها برفق دون أن يبادلها عناقها ثم دفعها بهدوء في اتجاه صديقتها وتلك السيدة الحنون، لم يدم العناق سوى بضع ثوانِ معدودة وكان ذلك الوقت كافي أن ينقض أفراد حراست صقر على جمال ويقيدو حركته ثم يدفعوه بقوة الى الخارج

إغواء قلب (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن