الثلاثون

4.3K 157 5
                                    

تململت هي في الفراش لعدة ثوانِ
دون أن تكشف عن لألأها، فمازال النعاس يسيطر عليها ولم تأخذ كفايتها من النوم بسبب سهرها كعادتها الأيام المنصرمة للمذاكرة تعويضًا لدراستها التي حُرمت منها سابقًا، فقد أصر صقر وبشدة عليها ان تستأنف وتحصل على شهادتها وقام بكل الأجراءات اللازمة كي تستعيد القيد من جديد واخبرها أنها لابد أن تسعى كي تكون فخورة بذاتها و دون أي نقاش وافقت ولم تعترض بالعكس رحبت كثيرًا فتلك كانت رغبتها سابقًا لكن الظروف هي من أحبطتها.
فكانت مغمضة العينين حين تحسست الوسادة بجانبها وأدركت غيابه... لتنتفض وتستفيق بالكامل بعدما فاجأتها برودة الفراش دونه، وعندما جالت محيط الغرفة بعيناها ولم تجده شعرت بالضيق الشديد فهي تريده يحاوطها بتلك الهالة الأمنة دائمًا دون أن يبتعد عنها دقيقة واحدة، زفرت أنفاسها ونهضت من الفراش
بأحباط شديد وإن عزمت التوجه للحمام لتقوم بروتينها الصباحي، تناهى الى مسامعها صوت صادر من بركة السباحة ودون تفكير توجهت الى الشرفة لتلقى نظرة
لتتهلل أساريرها وتصفق بسعادة وهي تتدلى السلم المؤدي الى البركة مباشرتًا بسرعة متناهية، دون أن تنتبه أنها مازالت بثوب النوم

كان هو في تلك الأثناء يسبح بمهارة فائقة كعادته حين لمحها تركض في طريقها إليه، وما أجفله حقًا وجعله يتوقف هو قفزها بالمياه بأندفاع دون تمهل أو أي حذر، ليسرع هو اليها بلمح البصر وبتلقائية ينتشلها بين ذراعيه وينهرها بحدة وبملامح متجهمة:
- انتِ مجنونة يا فتون ازاي تنطي كده وانتِ مش بتعرفي تعومي

رفعت لألأها اليه وهمست برقة متناهية وهي تتعلق بعنقه:
-حبيبي انا بثق فيك وعارفة انك هتلحقني

هدأت ملامح وجهه بشكل ملحوظ وتسائل بنبرة لم تفسرها:
-للدرجة دي بتثقي فيا؟

هزت رأسها بنعم وأجابته وهي مازالت تهيم به:
-بثق فيك أكتر من نفسي وعارفة انك بتموت فيا مش كده

انفلتت تلك البسمة المهلكة التي جعلتها تهيم به حين قربها منه بشكل خطير وهمس بمشاكسة وهو يقضم وجنتها:
-بس انا مبحبش اللي ما بيسمعش الكلام ويخالف تعليماتي

عضت على طرف شفاهها وزاغت نظراتها بعدما تفهمت الى ماذا يرمي بحديثه وتمتمت وهي تطالع هيئتها بخجل فكان ثوب نومها الفيروزي يشف عليها ويظهر بوضوح أنحنائات جسدها بشكل اغاظه وبشدة:
- أسفة...أصل لما صحيت وملقتكش كنت هتجنن ومصدقتش لما لقيتك هنا بتعوم

رفع حاجبيه بعدم أقتناع وقال بجدية:
- انا مرضتش أقلقك وأصحيكِ علشان عارف انك كنتِ سهرانة بتذاكري، وبعدين ده مش مبرر انك تنزلي بقميص النوم افرض حد شافك من الحرس، انتِ عارفة لو أتكررت تاني متلميش غير نفسك

تشبثت به أكثر وحاوطت خصره بأحكام وهمست بدلال مفرط شتته كثيرًا فأخر شيء تتمناه الآن أن يغضب منها:
-أسفة يا حبيبي مش هعمل كده تاني، وبعدين مش ههون عليك  انا عارفاك قلبك أبيض

إغواء قلب (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن