السابع والعشرون

3.5K 161 6
                                    

بعد انتهاء اللقاء الصحفي الذي دام لأكثر من ساعتين وظلت الأسئلة تنهال عليه دون إنقطاع لكنه كان ملم بكل شيء وكان يجيب بدبلوماسية ولباقة أدهشتها كثيرًا
وبرغم أن الأضواء الصادرة من كاميرات المصورين أربكتها، إلا أن محاوطته لخسرها و قربه منها ساعدها كثيرًا وأشعرها بالطمأنينة وعندما كانت تتقابل أعينهم كان يطالعها بشكل مثير للغاية وبنظرات حالمة ترجف أوصالها

تنهدت بعمق وهي تصعد السلم المؤدي الى الجناح الخاص به بعدما أمرها هو برفق أن تسبقه وانه سيوافيها بعد دقائق

وعندما دلفت الى داخل غرفة النوم تمددت على الفراش وظلت تركز نظراتها على نقطة وهمية بسقف الغرفة تتذكر نظراته ولمساته لها وقلبها البائس يخبرها أنه لم يكن يتصنع الأمر بل كان صادقًا.

وحين كانت هي مستغرقة في أفكارها باغتها صوت مقيت تعلم صاحبه تمام المعرفة:
- فكرك مش هعرف أوصلك يا ست البنات

انتفضت بقوة وشحب وجهها ثم نطقت برعب وهي تتراجع للوراء بخطوات متعثرة:
-جمال...

شمل هيئتها بنظراته الحاقدة ثم هدر بعيون تقدح بالشر:
-اه جمال اللي خد على قفاه واتخدتي منه بالعافية ولوي الدراع

هزت رأسها بقوة وهمهمت بذعر:
- انت أزاي دخلت هنا؟

ليجيبها هو بفخر أجرامي وبنبرة شيطانية:
- البيه بتاعك فاكر نفسه واعي أوي ومشغل عنده رجالة تسد عين الشمس ومتفوتش الدبانة بس على مين ده أنا جمال

لتحين منه ضحكةساخرة و يتشدق بعدها:
-والله البيه بتاعك ده مغفل وانا قررت أكسر عينه و اعلم عليكِ وانتقم منه على اللي عمله فيا ليغمز لها بمغزى تفهمت معناه من نظراته الجائعة...لتنفي برأسها وتتراجع للخلف وإن كادت تصرخ  أنقض عليها وكتم أنفاسها مهسهسًا:
-عايزة تصوتي يا ست البنات مكنش العشم برضو وبعدين متتعبيش نفسك الناس تحت لاهين في الهَلمة و محدش هيسمعك ولا هينجدك مني حتى المغفل بتاعك

-انا شايف أن مفيش حد مغفل هنا غيرك ياجمال
قالها صقر بعدما ظهر له من العدم وأنقض عليه يلكمه بقوة كي يبعده عنها...شهقت هي بقوة وحاولت ألتقاط أنفاسها التى كانت تكتمها يد ذلك المقيت ثم انزوت بأحد الأركان تحتضن ذاتها تقاوم تلك الرجفة اللعينة الملازمة لخوفها.
ارتد جمال للخلف ثم استعاد توازنه سريعًا هادرًا بغيظ بعدما أشهر مديته:
-انت بتطلعلي منين عليا النعمة المرة دي لأجيب أجلك

وإن كاد أن يخطو نحوه وفي لمح البصر كان صقر ينقض على يده ويقبض عليها بكلتا يديه ورغم أنها جرحته بيده أثناء ضربها اعلى ركبته  إلا أنه لم يهتم وظل يضربها عدة ضربات كانت كفيلة بوقوع مديته على الأرض ومن بعدها زمجر صقر وبكل قوته كان يقبض على رسغه يلويه بقسوة هادرًا:
-ده علشان تحرم تلمس حاجة تخصني

إغواء قلب (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن