التاسع والعشرون

3.8K 155 4
                                    

تجمعوا جميعهم داخل المشفى بعد أن اسعفوها الى هنا
فكان هو يعدو ذهابًا وايابًا داخل رواق المشفى ينتظر الطبيب أن يطمئنه على والدته
وبعد بعض الوقت خرج الطبيب  وملامح الأسف مرتسمة على وجهه

ليندفع صقر ويتسأل بقلق:
- خير يا دكتور أمي مالها

اجابه الطبيب بنبرة عملية: -للأسف جلطة في المخ واتسببت في شلل الجزء الأيمن من الجسم والمشكلة أن الضرر كان في الفص الشمال وده الجزء المسؤول عن الكلام والفهم و كمان النطق، إحنا عملنا كل اللي قدرنا عليه وان شاء الله مع العلاج ممكن يبقى في تحسن وبعد كده ممكن نلجأ الى العلاج الطبيعي، وان شاء الله تبقى أحسن

أومأ له صقر بحزن وبملامح مكفهرة ثم شكره و جلس بضياع على أحد المقاعد الحديدية القابعة بالرواق

لتأتي إليه فتون وتربت على ساقه تواسيه وتخفف عنه:
- علشان خاطري انت أقوى من كده، هي هتبقى كويسة وان شاء الله بعد العلاج هترجع زي الأول

همهم هو بضيق وبملامح متألمة:
- دي امي يافتون غصب عني لازم أزعل عليها، حتى لو هي فيها عيوب الدنيا بس هتفضل أمي اللي كانت السبب بعد ربنا في وجودي في الدنيا

هدرت فتون بنبرة مواسية:
-عارفة، بس انا اتعودت عليك أقوى من كده وهي لما تفتح عنيها عايزاها تشوفك جنبها وتعرف انك عمرك ما هتسيبها

ليجلس محمد بجانبه على المقعد المجاور له ويقول بطيبة:
- ادعيلها يا ابني

عقب صقر  بنبرة حزينة متأثرة وهو يشرد في نقطة وهمية بالفراغ:
- هدعيلها يا عمي...بس مش قادر استوعب أن هند العزازي بكل جبروتها وهيلمانها ده كله هتبقى مبتتحركش زي الأول ولا هتعلى صوتها وتزعق عمال على بطال...لتتوقف الكلمات بحلقه ولم يستطيع ان يستأنف حديثه بسبب تلك الدمعة الحارقة التي سقطت من عينه حزنًا عليها

وعند رؤيتها لدموعه لم تتحمل فقد احتضنت يده بين راحتها و واسته بحزن بَين:
-ازمة وهتعدي بإذن الله

هز رأسه وشدد على يدها قائلًا بعيون دامية يتحجر الدمع بها:
-سامحيني يا فتون وخليكِ جنبي أنا محتاجك تقويني

ودون تردد هزت رأسها دليل على غفرانها وأخبرته ودمعاتها تؤازره:
-أنا جنبك يا صقر

ليواسيهم عمه بتأثر:
- ربنا ليه حكمة فكده يا ولاد خلي ايمانكم بربنا كبير

رددوا هم معًا:
-ونعم بالله

وبعد عدة دقائق بائسة ساد الصمت بها تعالى رنين هاتفه وعند رده علم بخبر مقتل عزت من أحد افراد حراسته الذي وكله بتتبعه، فقد زفر بضيق وتهجمت معالم وجهه وكاد ان يخفي الأمر عنها لولا ملاحظتها له وسؤالها:
-مالك مين كان بيكلمك

تنهد وأجابها بضيق:
- فتون مش عارف اللي هقولهولك ده هيزعلك ولا لأ بس لازم تعرفي

حثته بعيناها ان يستأنف بعدما انتابها القلق

إغواء قلب (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن