الخامس عشر

3K 133 7
                                    

بعد سطوع نهار جديد
استفاقت هي بنشاط على غير عادتها عازمة الذهاب للسنتر الخاص بها فبعد تلك القرارات الحاسمة خاصة أمس زادتها عزيمة وحب للحياة، و رغم أن خالتها احزنتها ولكن مراضاة صقر لها هونت عنها الكثير.
فبعد انتهائها من روتينها اليومي وارتداء ملابسها تدلت الدرج بخطوات سريعة قاصدة تتجنب مقابلة خالتها وإن همت بفتح الباب والخروج أتاها صوتهاوهي تصيح بغضب:

- رايحة فين يا هانم بدري كده؟

زفرت فدوة بخفوت والتفتت لها تجيبها:
-رايحة السنتر ياخالتو

-وبتتسحبي ليه كده هو انتِ فاكرة أن بعد الكلام الفارغ اللي قالو صقر امبارح عن فسخكم لخطوبتكم ان انا مش هيبقالي حكم عليكِ ولا ايه

-انا مقولتش حاجة ياخالتو

هدرت هند بجبروت وبنبرة متحكمة:
- لأ كمان قولي ما ده اللي ناقص يابنت اختي اسمعي الكلام يا فدوة وتحطيه في دماغك مش هتتجوزي غير صقر ومش هتخرجي من تحت طوعي طول ما انا عايشة فاهمة واول ما صقر يرجع تقوليله انك رجعتي في كلامك وميعاد الفرح زي ما هو

غامت عين فدوة بحزن من تحكمات خالتها التي لم تعير أي اهتمام لرغبتها ولا مشاعرها وهدرت بنبرة مختنقة وهي تحاول كبت دمعاتها:
-مش هعمل كده يا خالتو أنا مش لعبة تحركيها زي ما تحبي انا بني ادم وعندي احساس ومشاعر

ردت هند ساخرة:
-ده من امتى يافدوة طول عمرك بتسمعي الكلام ايه اللي جد!

غمغمت فدوة بعدما طفح بها الكيل:
-من ساعة ما بصيت لحياتي من زاوية تانية كنت غافلة عنها واكتشفت اني ممكن ابني حياة نظيفة من غير طمع ولا مطاردات ومن غير تحكمات

لتستأنف بعدما انسلتت دمعاتها دون إرادة:
- انتِ فاكراني مش عارفة ايه غرضك من جوازي من صقر ...لأ انا فاهمة ياخالتو بس كنت بكدب نفسي انك مش عايزاني اطالبك بميراثي من امي بس احب اطمنك انا هسيبلك كل حاجة وهسافر مش عايزة منك حاجة غير انك تسبيني اعيش زي ما أنا عايزة

تأففت هند وقالت بتبجح:
-ميراث ايه اللي انتم طالعين لي فيه ده انتِ اصلاً ملكيش حاجة عندي ده حقي دي فلوس ابويا اللي ديمًا كان بيفضل امك عليا ويدهالها

همهمت فدوة من بين دمعاتها:
-ياخسارة ياخالتو كنت شيفاكِ حاجة كبيرة قوي في نظري وكنت بسمع كلامك علشان كنت فكراكِ بتحبيني وعايزة مصلحتي لكن انتِ خالفتي كل توقعاتي

رفعت هند يدها وهوت على وجنتها بصفعة مدوية آلمتها وارتدت على اثرها الى الخلف
وتلاها صراخ هند بوجهها:
- إنتِ قليلة الأدب وانا معرفتش اربيكِ

رفعت فدوة نظراتها المنكسرة لها ولم تتفوه بشيء بل ركضت بخطوات غير متزنة الى الخارج وشرعت بركوب سيارتها تنطلق بها بسرعة متهورة.
---------------
أما عنه بعد ذلك الخبر المشؤوم خاصة الأمس لم يغمض له جفن وظل الغضب يتأكله طوال الليل وهو يجلس بسيارته أمام قصر العزازي ينتظر خروجها بفارغ الصبر الى أن انتبه لأنطلاقها بسيارتها بسرعة فائقة من أمامه ليشعل المحرك ويتبعها...أما هي كانت تقود ودمعاتها تنساب بلا إنقطاع ومع كل شهقة منها كانت تزيد من سرعتها بشكل خطير للغاية، زفر بضيق وهو يحاول ملاحقتها بعدما ضرب المقود بيدة عدة ضربات بغضب جامح فسرعتها تلك قد تعرضها للخطر و حمد ربه ان الطريق كان يخلو من السيارات وعندما أقترب قليلًا من سرعتها ظل يطلق من بوق سيارته ضجيج بلا انقطاع يحسها على التوقف وعندما وصل إلى سرعتها سبقها بمسافة صغيرة وقام بتغير مسار سيارته لتعترض طريقها لتشهق هي بقوة بعدما انتبهت له و دعست على المكابح بقوة لتتوقف السيارة على بعد خطوة واحدة منه... زفر هو بإرتياح وترجل من سيارته بعصبية مفرطة وتوجه لها ولكن ما أثار ريبته أنها لم تخرج توبخه كعادتها تقدم نحو سيارتها بخطوات حذرة وحين وقع نظره عليها تجمدت اوصاله من هيئتها وتناسي غضبه منها ليصيح بقلق وهو يفتح باب السيارة:
- فدوة انتِ كويسة

إغواء قلب (مُكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن