رِحلة دافِئة

36 6 38
                                    


الفصل الثالث..
فوت و كومنتات الفقرات بقا* 😽

تركتني أم إحسان بعدما حظينا بنقاش ملتهب عما سيحدث الأيام القادمة، و تركت خلفها حلة محشي ورق عنب مغرورقة باللمون الطرنشات بكل ثناياها، أم إحسان تعرف كيف تصل لقلبي و إذ أصبح قلبي لا يعمل فتساوي مع بقية أعضائي؛ لذا تراضيني بطعامها الذي تربيت عليه، هي ربة منزل ذات زوج حاد الطباع تنزل من نوعه دستة بكل بيت مصري، لم يوافق أن أتربي مع بقية أطفالها و كنت دائمًا بنظره "الجحش البالغ" و أن عدم استقلالي عنهم هو تدلل رغم أن حينها كان عمري الخامسة عشر، لا يهم.. المهم أن زين تأثر بها جدًا.

وصفت خطتي التي جائتني وسط حديثنا بأنها جنون و سخافة بريئة، أي أنه من المستحيل.. لذا انهلت عليها بسيل من التبريرات و الكثير من الخطط الفرعية المتشعبة، و حتي هي لم تكن علي الاقتناع التام، لكن هي تعرفني عندما أقرر أن أركب دماغي حتي و إن كان مأزق مريع في انتظاري، هذا هو الحل..
أخبرتها بأن تعيرني بعض ملابس آسر ابنها من جميع القطع، حيث أنه بنفس سن زين و بنفس حجمه.. و أغرقتني بالأطعمة مختلفة الأصناف مع قطع الملابس المبعوثة مع أحد جيرانها مبررة "أنتم علي سفر، لا تدري ما قد يحدث".
هل تعتقد بأن لدي خيار بالقبول و الرفض؟ قد تركض ورائي مع أطفالها بسرب من القباقيب، أوه.. لقد بعثت لنا بسكويت العيد الذي بدأت بخبزه من الآن.

في خلال يوم حشدت ملابسي و جميع احتياجاتي، كما جهزت زين بحمام ساخن مليئ بالتأفأفات من خجله، لم يسعفني و ظل مخبئًا لعورته بكفيه الصغيرين بلا فائدة، أثار الفوضي قليلًا من فركه و وَسخ ملابسي فقررت أخذ جولة سريعة بتنظيف الحمام أثناء ما استحم أنا، كان قد خرج و ارتدي إحدي بجامات آسر الصغير، وقف أمام الحمام و قام بفتحه يراقبني في رغمًا عنه حيث أنه يقصد أن نكون متعادلين برؤية أشيائنا، مما جعلني أقهقه بقوة و أتمسخر عليه.. لقد بدأ بتناسي ما حدث قليلًا.

و فيما بعد هرعنا نطلب قسطًا من الراحة علي سريري بهدوء، قد نام هو و أنا استقمت أجري مكالمة مهمة قد أديتها بروفة عدة مرات، بحثت بجهات الاتصال في جوالي علي 'حلمي زاهر'، وجدته ثم طلبته؛ فرد الطرف الأخر فقلت:
-عمي زاهر.. كيف حالك؟ أنا نور ابن أخيك.
-آه أهلًا يا نور، كل عام و أنت بخير.
-و حضرتك بخير.. كيف حال الأسرة؟
سكت لحظات ثم قال و علي محياه ابتسامة شعرتها من نبرته:
-ماذا تريد يا نور؟ أنا أعرف أن أخي لا تأتي منه إلا المصائب، لكن كن هينًا بطلبك قليلًا.
لحظات ثم لحظات و أنا أحاول افتعال نبرة مهزوزة علي وشك البكاء، قلت:
-أنا آسف يا عمي، لقد جرني القدر لذلك الأمر.. و إن عبرت كل تلك الدنيا لن أجد شخصًا أفضل منك ليغيثني.

قال في نفاذ صبر:
-كفاك لف و دوران، أسرع فليس لدي اليوم كله.
-أنظر يا عمي، أنا أحتاج أن أقضي عندك يومين، سنتشاور وقتها بما أريد و سنتناقش ببعض الأمور.
-هل بإمكانك التلميح عن ماهية طلبك؟
-أعتقد أنه سيكون من الأفضل لو كان حديثنا وجهًا لوجه فيكون حديثنا أسهل.
-عما تتحدث؟!
-سأشرح لك عند مجيئي.. هل تقبل بزيارتي لك؟ يومان فحسب.
-أجل لا بأس، لتنير المكان إذًا.
رقصت منتصرًا بصمت ثم اعتدلت لأغلق معه مع قصائد من الشكر و المديح دامت لدقيقة، و عدت بجوار الفتي أطفئ النور لنغط بعالم أحلامنا حيث أن الواقع مغموم للغاية.

Daddy Issues | مَشاكِل أبْوِيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن