1

8.3K 528 400
                                    





'نَتِيجة الحَرب لا تُحدِد مَـنَّ هُو صَاحِب الحَق، وَإنمَا تُحدِدُ مَـنَّ تَبقىٰ'

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

'نَتِيجة الحَرب لا تُحدِد مَـنَّ هُو صَاحِب الحَق، وَإنمَا تُحدِدُ مَـنَّ تَبقىٰ'

-بيرتراند راسل، ١٨٢٧-١٩٧٠ -















أصَواتُ القذائف، وبِـطلقات النار تنهمرُ من السماء كما لو أنهَ كَـالامطار. هَذا كُل مَـا كَـانَّ يُسمع بِـتلكَ الأرض المنهدمة ، وتُزينها صَرخات الضحايا المُستغيثين ، يُطالبون بِـالنجدة.

يَبكون ، يصرخُون ينتحِبون ذُعرًا.. هَذا كُل ما كانوا يَفعلونهُ لعل تلك قلوب القاسية شفقُون ويرقُون عليهم ولو لِلحظة واحدة.. ولكن ما من مُجيب.

وبين تِلكَ الأجساد المتناثرة وبين الدماء السائلة كَـالنهر الجاري ، كان هُناك تِلكَ الهيئة الصغيرة يمشي بين تلك الأجساد الشبه مَيتة.

يمشي وسط طلقات النار دون حتىٰ أي خوف وإنما بِـأعين خاوية مُتجردة من المشاعر ، كما لو أن تلك الزمردتان قد شهدت لمناظر مروعة.

ودون سابق أنذار كان قد تلقىٰ رصاص ما تخترق كتفهُ الأيسر بعيداً قليلاً عن مكان أيسر قلبهِ ، جسدهُ قد هوىٰ أرضًا ليصبح شبيهًا كَـبقية الأجساد والتي فارقت أرواحهم بفترة وجيزة.

يرمش بِـجفنيهِ محاولاً إلا يُغمض عيناهُ ، ويطلق لهاث حاد بِـالكاد يَلتقط أنفاسه ، رؤيتهُ أصبحت مُشوشة ، وألم كتفهِ يُزيدهُ وجعًا.

هل هذه هي النهاية؟ هل مَكانهُ سَٓيكون فوق هذه الأتربة الملوثة بِـالدماء؟.. هو لا يرغب بِـالموت هُنا ، علىٰ الأقل ليس الآن!

كل ما يستطيع سماعهُ، هي كلمات أحد جنود الأعداء الواقفين بِـالقرب من جسدهِ الهامد ، رغم ألمهِ ورغم شعورهِ بِـالجرح ينزف بِـكثرة ، إلا أنهُ حاول أختلاس السمع ولو قليلاً.

" هل نأخذهُ؟ "

" لا أعلم يبدو ميت! ماذا سَـنستفيد من جُثة لا فائدة منها "

「 أسِير اللورد | VK 」حيث تعيش القصص. اكتشف الآن