الثاني ( ٢)

100 15 36
                                    

بعد مرور عدة ساعات
فتحت جفناي
لأقوم بفرك عيناي بأناملي بخشونة مزيلاً آخر ما تبقى من آثار النوم

نهضت بنصف جذعي متأملاً النافذة خارجاً
الوقت يشير إلى الظهيرة
أي أنني قد فوت ٤ حصص من ضمنها حصتي الرياضيات والفيزياء

يالالتعاسة  !

نهضت بسرعة لأُرتب هيئتي  ،  وأُزيل بقع الدماء من على ثيابي
لأذهب مسرعاً نحو الفصل

طرقت الباب لأدخل بهدوء حتى قبل أن يُسمح لي أحدٌ بذلك

كان هناك أستاذ اللغة
الذي بدأ يرسل لي نظرات شك فورما رآني أدخل بهاذا الوقت
منتظراً مني تبرير سبب تأخري

أما أنا فلأنني أكره الكلام
قمت بتقديم ورقة له و التي أخذتها مسبقاً من غرفة التمريض كدليلٍ على أنني كنت فيها

ليُلقي عليها نظرةً سريعة
ثم يقوم بإلقاءها بالمهملات بإهمال
ويومئ برأسه كدليلٍ على سماحه لي بالدخولة

كل هذ يحدث تحت أنظار التلامذة المتشمتة
ولكني وببساطة قمت بتجاهل كل هذا
فبالنهاية وقتي الثمين أغلى من أن أُضيعه على أُناسٍ هكذا  !

جلست في مقعدي أتأمل النافذة
ولم تمضي سوى لحظات حتى يُرن الجرس معلناً عن انتهاء الحصة

أوه تذكرت شيئاً مُزعجاً ليتني لم أتذكره! 

إنها فترة الغداء  ! 
ما يعني أنه علي أن أُهيئ نفسي إلى كميات التنمر والانتقاد التي سأتلقاها من بقية الطلاب

___________

حاولت أن أتصرف بطبيعية
وأن أتجنب التأوه أو إظهار ألمي مطلقاً

أخرجت صندوق الطعام خاصتي الذي يحوي على الراميون
وشرائح اللحم

في الواقع ترددت  ، هل آخذ الراميون  ؟
هل مصيره سيكون قبعةً لشعري كبعض الأيام  ؟

أم أنني سأسد به جوعي  ؟

قمت بإخراج عصير الفواكه أخيراً لأحمل أغراضي وأخرج سريعاً
قبل أن يلحظني الحثالة

_____________

كنت أسير في رواق المدرسة 
متجهاً نحو حديقة الزهور التي أحبها
فلقد أردت تناول غدائي فيها كالمعتاد
علٓ ذلك يخفف عن نفسي قليلاً

صادفت بطريقي مجموعة فتياتٍ من فصلي
كانن يتجمعن حول بعضهن البعض
يتناولن الطعام بشكلٍ جماعي
بينما يتحدثن ويمرحن

حِصارُ الْزومبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن