تقف امام النافذة الكبيرة و تطالع الخارج بشرود ... اخرجت تنهيدة خفيفة لتستدير معاودة الجلوس على مكتبها الجديد ... انه جميل و مريح لذا قررت الاحتفاظ به و عدم تغييره .مررت بصرها على زملائها الجدد ... كل شخص منهم كان مشغولاً بعمله و قد لاحظت انهم وقت الجد يصبون كل تركيزهم على ما امامهم حيث انهم لا يرفعون رؤوسهم عن
الحواسيب او الاوراق التي امامهم ...دخلت احد الموظفات لتتقدم اليها " سيدة كارين ، السيد مارك وصل و هو ينتظركي في مكتبه الان ... " اومئت لها كارين بلطف لتلتقط حقيبة يدها و استقامت من مكانها بنية اتباعها لكن نظراتها التقت بخاصة تلك المهندسة الغريبة ... للحظة ظنت انها لمحة ابتسامة ساخرة من قبلها و بعدها اختفت بسرعة .
ما بال هذه المرأة حقاً ؟
تجاهلت تصرفها و اكملت طريقها الى الخارج ... وصلو بعد فترة الى طابق اخر ليفتح باب المصعد و طلبت منها الموظفة
اللحاق بها ... توقفا عند باب خشبي اسود متداخل مع البني الغامق ... كان باباً كبيراً ذو جناح واحد .لاحظت ان الموظفة قد اتجهت الى المكتب المتوسط الذي بجانب الباب و جلست على الكرسي لتستنتج انها سكرتيرته
الخاصة ... رفعت سماعة الهاتف ضاغطة على زر ما و انتظرت لثوانٍ قبل ان تتكلم " سيدي ، نعم السيدة كارين
هنا ... حاضر سيدي ، في الحال " .رفعت رأسها نحو كارين بابتسامة صغيرة و اشارت لها بالدخول " تفضلي سيدتي ... " ابتلعت كارين ريقها و التفتت الى الباب مرة اخرى لتطرق عليه بخفة ... سمعت الصوت
الرجولي الذي سمح لها بالدخول ففتحت الباب بهدوء و دخلت ." سيد مارك ... " قالت بصوت ناعم مادة يدها نحوه حين استقام الاخر من مكانها مبادلاً اياها " سيدة كارين ، سعيد جداً بحصول شركتنا على مهندسة موهوبة مثلكي ... " اشار لها بجلوس لتجلس بابتسامة جميلة " الشرف لي ، لقد رأيت اعمالك سابقاً و احب ان احييك على ما تفعله حقاً ... " .
شابك الاخر يديه امامه على الطاولة هازاً رأسه الى الجهتين بسخرية " يبدو ان اعمالي تسبق شخصيتي دائماً " .
المهندس مارك براون ، ابن المهندس الكبير هاورد بروان
... رجل وسيم بشخصية رائعة في منتصف الثلاثين من عمره تقريباً ...لديه الكثير من التصاميم المعمارية في العديد من المشاريع التابعة لمجموعة براون الهندسية ..." اذاً ، اظن اننا هنا لمناقشة عقدكي مع شركتنا ؟ " قال رافعاً احد حاجبيه بابتسامة صغيرة لتومئ له كارين ممسكة باحد قرطيها ... ها قد بدأنا .
لم تعلم كم مر من الوقت حين انتهيا من مناقشة كل شيء يتعلق بعملها مع شركتهم لذا كان ختامها بتوقيعها للعقد
من ثم استقامت مصافحة مارك مرة اخرى " تستطيعين
الخروج لليوم و العمل سيبدأ منذ الغد ، بالتوفيق ... "
حملت كارين حقيبتها و نظرت اليه " شكراً لك ... " .
أنت تقرأ
Rose
Romanceفاتنة ... مرحة ... فتاة قروية ... عائلة كبيرة و غنية ... محبة للهندسة و التصميم بشكل خيالي ... ذكية و غبية في الوقت ذاته ... . . . كارين دوغلاس ، الفتاة المحبوبة من قبل الجميع حرفياً ما عدا ابن عمها الاكبر الذي يكرهها و ينزعج منها منذ الصغر او ربما...