Chapter sixteen

28.2K 1.3K 775
                                    


" انا لا يمكنني الشعور بأي رائحة او طعم ...! " .

مرت ثوانٍ طويلة و هي فقط تحدق به بدون اي تعابير تذكر على وجهها ... ماذا ؟

" ما ... ما الذي تقصده ؟ " همست بخوف و توجس ليتنهد آرون مبتعداً عنها و اعاد رأسه على الوسادة مغمضاً عيناه بقوة و كأنه يعاني من صداعٍ حاد " اشعر بصداعٍ شديد و لا يمكنني تحسس الروائح و الاطعمة ... تباً " .

اتسعت عيناها تدريجياً و رفعت يدها الى فمها بذهول " هل انت جاد ؟! يا الهي سأنادي الطبيب حالاً ... " استقامت راكضةً الى الخارج و نادت احد الاطباء ليأتو لتتفاجأ بوجود جانيت واقفةً امام مكتب الممرضين و تتكلم معهم ...

حين رأتها الاخيرة بهذه الحالة هرعت اليها بسرعة " هل كل شيء بخير ؟! " نفت كارين برأسها واضعةً بعض خصلاتها الهاربة من الرباط خلف اذنها " جانيت ! انه آرون .... " .

دخلت جانيت الى الغرفة خلفها و تقدمت من السرير الذي يتمدد فوقه آرون مغمضاً لعيناه لكنه فتحها حين سمع صوتها " آرون ، الحمد لله على سلامتك " اومئ لها بدون ان يعلق و استقام بجذعه العلوي اكثر متنهداً .

" حسناً ، ما الذي حصل ؟ " امسكت جانيت برأسه و بدأت بمعاينة جرحه عندما ابعدت الضماد قليلاً عنه " انه لا يشعر بأي طعمٍ او رائحة ! " قالت كارين بقلق و جلست بجانب قدميه ... نظرت جانيت نحوها بتفاجأٍ قليل ثم الى آرون تلقائياً " هل هذا صحيح ؟! " .

همهم متابعاً بعينيه حركة كف كارين الصغير الذي كان يمسح على ساقه " اجل ... " .

اعادت الضماد الى مكانه و الصقته جيداً لتتنهد بخفة ثم ابتعدت عنه واضعةً يديها في جيوب روبها الطبي الابيض " اسمع ... على الرغم ان ما تشعر به مزعجٌ جداً لكن دعني اطمأنك قليلاً ، الكثير من الناس يمرون بمثل مشكلتك حين يتعرضون الى حوادث مماثلة تؤدي الى ارتجاجٍ في الرأس ... سيحدث خللٌ بسيط في عمل عقلك لذا ما ينتج عنه هو الكثير من الامور و احداها هو فقدان الاحساس بالطعم و الرائحة ... لا تقلق لله الحمد انها مسألةٌ مؤقتة و ستسترجع ما فقدت بمدة قد تطول او تقصر لكن لا بأس في بالنهاية ستتعافى بإذن الله " .

تنهدت كارين بإحباط و اخفضت رأسها الى خاتمها متلاعبةً به
" حسناً ، فالأستأذن منكما انا الان ... اتمنى لك الشفاء العاجل مرة اخرى آرون " كانت هذه جانيت التي التفتت لتخرج من الغرفة و اغلقت الباب خلفها .

عاود آرون التمدد على السرير فنهضت و اقتربت منه لتجلس بجانب رأسه ثم مدت يدها الى جبينه و وجنته الملتحية ماسحةً عليهما بلطف
" ستكون بخير ، قالت انها حالةٌ مؤقتة " .

نظر اليها بطرف عينه " و هل تأذيتِ انتِ ؟ " هزت رأسها بنفي و تبسمت بشكلٍ جميل " لا تقلق ، مجرد جرحٍ بسيط " ازدادت عقدة حاجبيه و ولى تركيزه اليها بالكامل " ما هذا الجرح ؟ " .

Roseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن