Chapter two

30K 1.5K 513
                                    

" لا اصدق انكي ستذهبين عنا بعد شهر ... " قالت تلك المرأة الجالسة في احدى المقاهي الخارجية الجميلة وسط
ازدحام الناس حولهم ...

تنهدت الاخرى مرتشفة من كأس عصير التوت المثلج خاصتها رغم برودة الجو قليلاً " ابي و امي و كل عائلتي قد صرعو رأسي بالحاحهم لاعود الى المنزل لذا استسلمت للامر في النهاية و لم يكن لدي اي فرصة للرفض ، بالاضافة الى انني اشتقت لعائلتي كثيراً و لم ارهم بشكل مباشر منذ اكثر من سنتين و حتى لو رأيتهم فهم يأتون الى هنا ... افتقد اجواء المنزل كثيراً بصراحة !" .

تأفأفت الشابة بضجر ناظرة نحوها برجاء " كارين ، انا اقول هذا لانكي صديقتي كما ان شركتنا ستخسر مهندسة بارعة جداً مثلكي ... " ابتسمت الاخيرةهازة رأسها الى الجهتين و مدت يدها لتمسك بيد صديقتها " لا تقلقي عزيزتي ، سأكون على تواصل معكي دائماً و ايضاً تستطيعين زيارتي متى ما اردتي لذا كل شيء سيكون بخير " .


اومئت باستسلام و وضعت يدها تحت خدها " كيف هي صحة جدكي هذه الايام ؟ " سقطت ملامح كارين بحزن
و اخفضت بصرها الى الاسفل " لا زال على حاله ، نرجو ان يتحسن قريباً " .


فتحت باب الشقة خاصتها و دخلت مغلقة اياه بقدمها بكسل ... رمت حقيبتها و باقي اشياءها الخاصة على الطاولة ...

جلست على الاريكة بتعب و خلعت حذاءها ذو الكعب المتوسط الذي آلم قدميها " يا الهي " دلكت اصابعها و نهضت من مكانها متوجهة الى المطبخ ... اخرجت سلة التوت من الثلاجة و عادت الى غرفة الجلوس .


سحبت حاسوبها المحمول من الحقيبة و فتحته واضعة اياه على الطاولة امامها ... اعادت رأسها الى الخلف ملتهمة احدى حبات التوت الباردة ناظرة بشرود الى شاشة الحاسوب
.


صاحت بقلة صبر و رمت السلة جانباً اخذة غرفة الجلوس ذهاباً و اياباً " سأراه ... اجل اجل ، سأراه لا محال ... يا الهي لما لا استطيع الاستمرار بالتصرف كشخص بالغ
لاكثر من ساعة !؟ " توقفت في مكانها واضعة كلا يديها على خصرها و رفعت رأسها الى الاعلى ... تباً !


اعادت بصرها الى الحاسوب قليلاً ثم هرولت الى المرآة لتقف امامها ... تفحصت شكلها من الاعلى الى الاسفل ، شعر بني طويل و جميل ، بشرة بيضاء متوردة ، شفاه مثيرة و منتفخة بشكل طبيعي لتجذب الانظار اليها مباشرة ...


ابتسمت برضا و ركضت الى غرفة النوم مقررة حزم بقية اشياءها فهي ستعود الى المنزل اخيراً في غضون شهر واحد
... انها في الرابعة و العشرين من عمرها الان لذا فهي قد خرجت من المنزل و جاءت الى هنا منذ بدأت الجامعة و بعد ان تخرجت قررت الاعتماد على نفسها قليلاً لذا حاولت تكوين شخصية خاصة بها و بالفعل نجحت في مجال الهندسة المعمارية الحمد لله حين بقيت هنا و بدأت بمهنة احلامها كمهندسة منذ اكثر من سنة .


Roseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن