" هل هذا هو المكان الذي يسكن به ؟ " اردف اوليفير ناظراً من نافذة السيارة الامامية الى المجمع السكني الكبير ثم الى جودي التي كانت تجلس بجانبه ... اومئت بموافقة ماسحة على وجهها بيديها " اجل هذا هو ... " ." ابقي هنا ! " قال ساحباً مسدسه و فتح الباب ليخرج فأمسكته جودي من ذراعه كردة فعل فاتحة كلا حدقتيها الزرقاء بتوسع " هل ستتركني هنا و تنزل ؟ " اعاد اوليفر اغلاق الباب بتنهيدة عميقة ... ما مصيبة حياته الجديدة هذه ؟
نظر اليها بصبر يكاد ينفذ فهي اخذت الطريق بأكمله تشتم بروبن قمامة المجتمع ذاك مع وضعها لمعقم اليدين ذو رائحة الكحول الطبية كل دقيقة و اخرى حتى امتلئت رائحة السيارة به و اصبحت و كأنها رائحة صيدلية ... لما هي مهووسة بالنظافة هكذا ؟ هو قد لاحظ الامر لانها حين تمسك اي شيء ليست متأكدة من نظافته تعقم يداها لاكثر من مرتين بعدها ... حسناً ، هذا ما فعلته بعد ان اتكئت على مكتبه سابقاً و قامت بلمس بعض الاشياء ثم حين خرجو و فتحت باب السيارة ... تباً ربما رشت ذاك المعقم عشر مرات حينها !
" سيكون الامر مشبوهاً جداً حين تنزلين معي و يراكي حراس المجمع السكني او عندما اسأل عنه لموظفي الاستقبال ، لذا افضل حل هو ان تبقي هنا ... انا لن اتأخر كثيراً " بقيت جودي تنظر اليه لثواني طويلة عاضة على شفتها السفلى بتردد كبير ... نظرت الى الخارج حيث الامطار الكثيفة التي تحجب الرؤية تقريباً ثم اعادت بصرها اليه لتومئ باستسلام ساحبة يدها من ذراعه " حسناً .... " همست بصوت خافت و اعتدلت بجلستها شادة بمعطفها حول جسدها باعثة المزيد من الدفئ لها .
فتح اوليفير باب السيارة و خرج مخبئاً مسدسه داخل معطفه الشتائي الطويل و نظر بالارجاء ليغلق الباب بعدها ناظراً اليها قليلاً ثم تحرك متوجهاً الى داخل المجمع السكني ...
بقيت جودي تنظر اليه حتى اختفى من مجال رؤيتها لتتنهد بخفة مستمعة لاصوات قطرات المطر التي تسقط على الارض بعنف ممتزج بهدوء الاجواء داخل السيارة .تلاعبت باظافرها بملل مقررة الخضوع لجلسة عناية بيديها حين تتحسن اوضاعها و تحل هذه المشكلة الغبية ... فقط ما الذي يريده روبن منها بعد كل هذه المدة الطويلة ؟!
" وغد لعين ... " تمتمت مغمضة عيناها حين جاءت تلك الصور مرة اخرى لتغزو عقلها فدعكت ما بين عيناها بتعب
... تذكرت في يومها انها طلبت منه الانفصال بسبب انه كان قذر كما تقول و لم تستطع تقبله ابداً ... علاقتهم استمرت لمدة شهر و نصف او شهرين لكن عندما بدأ يطلب منها الانتقال الى الخطوة الثانية من علاقتهما قابلته برفض قاطع لهوسها بالنظافة الشخصية و لم تكن متأكدة منه بالتحديد ...
كانت قد شرحت له وضعها مع موضوع التحسس من النظافة و طلبت منه ان يمهلها بعض الوقت ، ظنت انه شخص متحضر سيفهم الامر لكن اللعين استمر بطلبه الى ان زارته في ليلة ما و طلبت منه الانفصال ليجد فتاة اخرى لنفسه .
أنت تقرأ
Rose
Romanceفاتنة ... مرحة ... فتاة قروية ... عائلة كبيرة و غنية ... محبة للهندسة و التصميم بشكل خيالي ... ذكية و غبية في الوقت ذاته ... . . . كارين دوغلاس ، الفتاة المحبوبة من قبل الجميع حرفياً ما عدا ابن عمها الاكبر الذي يكرهها و ينزعج منها منذ الصغر او ربما...