Chapter fifteen

47.5K 1.6K 1.2K
                                        


فتحت كتاب التاريخ مقلبةً بأوراقه لتراجع الدرس قبل دخول الاستاذ ... اخيراً جاء الدرس الاخير !

لم تكن شخصاً محباً للتاريخ او الادب و انما كانت تستهويها الكتب العلمية كالرياضيات و العلوم الهندسية ...

نظرت الى المقعد الفارغ بجانبها و تنهدت بإحباط ، جودي كانت متغيبة اليوم عن المدرسة بسبب اصابتها بالحمى منذ يومين مما دعاها الى البقاء في السرير هذا اليوم لتأزم حالتها ... الغبية لعبت في خرطوم المياه في الحديقة رغم برودة الجو !

دخل الاستاذ ليتحول الصف من مكان صاخب الى صامت لا يسمع به غير ترحيب الاستاذ و اصوات ارتطام الكتب و فتحها على الطاولات ...

" كارين " نادى عليها الاستاذ بعد ان اخرج كتابه من الحقيبة الجلدية ذات البون البني خاصته جاعلاً اياها ترفع رأسها اليه بإستفهام " نعم ؟ " قالت واضعة خصلة من شعرها الطويل خلف اذنها فشابك الاخر يداه على الطاولة امامه " اردت فقط ابلاغكِ ان سائقكم لن يستطيع المجيء عليكم بعد المدرسة بسبب ظرف طرأ و قد اعلمت ابن عمكِ بهذا لذا فهو ينتظركِ بعد الدرس لتعودين معه " .

افترقت شفتيها بشكلٍ يكاد يرى و اومئت ببطئ معيدةً تركيزها الى كتابها ... تباً لحظي العاثر !

رن الجرس بعد فترة معلناً عن انتهاء الحصة لتندفع ابواب الصفوف بعنف و بدأ الطلاب بالخروج و كأنهم كانو في سجن و تم الافراج عنهم ، زفرت الهواء بإحباط و بدأت بلملمة اشياءها من اجل وضعهم داخل الحقيبة ، نهضت من مكانها و علقتها بكتفيها بعد ان رتبت سترتها الشتائية مغلقةً سحابها و وضعت يداها داخل جيوبها لتتدفئ ...

بمجرد ان خرجت من البوابة الداخلية للمدرسة لفحتها النسمات الشتائية المحملة برطوبة الهواء البارد بنفس الوقت ، الضباب كان في كل مكان و الرؤية بالكاد تكون واضحة ...

تمشت بين زحام الطلاب و اصواتهم العالية في كل مكان باحثة بعينيها عن آرون ... استنشقت الهواء ذو الرائحة الجميلة بعمق بسبب الطبقة الخضراء الخفيفة التي تغطي ارضية ساحة حديقة المدرسة الكبيرة .

" اين هو ؟ " قربت حاجبيها من بعض ممررة بصرها على المحيط لعلها تلمحه لكن عبثاً ، قررت اكمال طريقها الى البوابة الخارجية لعلها تجده ينتظرها هناك .

بالفعل حين خرجت وجدته يتكئ على سور المدرسة الحديدي الاسود واضعاً يداه في جيوب سترته الشتائية المشابهة لخاصتها و تحمل علامة المدرسة على منطقة قلبه ، كان ينظر الى امامه بشكل عشوائي على الطلاب الخارجين و اللذين يركبون سياراتهم الخاصة بعيناه ذات اللون الباهت و شعره المبعثر لنعومته كالعادة .


نبض قلبها داخل اضلعها بتشتت و سحبت نفساً عميقاً قبل ان تتقدم منه بخطواتٍ متعثرة ... هذه ستكون اول مرة تتكلم معه من بعد موقف ايزاك و حادث انهيارها الدرامي امامه بسبب بلوغها الغبي ... اغمضت عيناها محاولةً ابعاد مشهد المطبخ و كيف انه بصق العصير من فمه حين رأى ثوبها الاصفر .

Roseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن