الفصل 27 : إعتراف بالذنب

417 25 7
                                    

اعملي تصويت قبل القراءة يا حلوة

____________

وصل نسيم إلى ذلك القصر الفخم رغم أنه بعيد كل البعد عن أي تجمع سكاني إلا أن من يسكن به لا يحتاج إلى وجود أي أحد حوله ، قاده الحرس إلى مكان صاحب القصر فوجده جالسا بحديقة المنزل يشرب قهوته ، أشار له بالجلوس فجلس و قال بدون مقدمات
- هشام قد عرف أن الموضوع مدبر ، أخوه و إبنتها على قيد الحياة .
- غبي ، غبي ، أخبرتك أن تتأكد أنه سيموت ثم إن الفتاة لم يفترض أن تكون هناك .
- ركزت أن يبدوا الموضوع حادثا ، و الفتاة كانت مفاجأة لي أيضا، كما أن الفتى قاد جيدا كيف يتفدى أن يكون الحادث مميتا .
- ماذا عن سوزان ؟
- طلبت مني الاختفاء .
- إحتفظت بنسخة من الفيديو.
- بالتأكيد .
- سلمني إياها .
- كنت أود ذلك ، لكنها ليست معي الان.
-ماذا تقصد ؟
- لنكن واقعيين سيدي بعد أن تأخد هذا الفيديو ، لن يكون لي فائدة بالعكس ساصبح تهديدا لك و من الممكن أن تقتلني .
- و المطلوب ؟
-ان تأمن لي مخرجا سهلا من هذا البلد و مبلغا محترما يعيلني ، و بعدها يمكن اخد الفيديو .
-و ما الضمان أنك لن تخلف بوعدك ؟
- ببساطة لا فائدة لي من لقاء الفيديو معي ، فأنا ليست بقوة عائلة البحيري لكي اهدد عباس به .
- حسنا ، إختفي في مكان آمن و حين تجهز أوراق سفرك سأخبرك.
غادر نسيم و بقي هو يفكر في كل شيء صحيح أنه من جعل نسيم يعمل عنده و ينقل أخبار تلك العائلة له، و تمنى أن تكمل سوزان الخطة و تفضح عباس لكن للاسف هي تراجعت و الأن عليه أن يفعل هذا بنفسه ، و عليه أن يضع بعض المشاكل في العمل لهشام كي ينصرف قليلا عن البحث عن نسيم .
_______________________

دخل أدم إلى مكتب هشام دون استئذان كثور هائج
- أريد مساعدتك .
رد عليه هشام دون رفع رأسه
- اولا ، تتعلم آداب الاستئذان ثم أساعدك .
- انا لا امزح، الأمر يخص ...
ليقاطعه هشام مكملا و هو يقرأ ملف أمامه
- يخص الفتاة التي تقبع في شقة والدك .
حاول تدارك الموقف و تبرير ما حدث
- الفتاة بحاجة...
- بحاجة إلى مساعدة لأنها كانت مختطفة من قبل عصابة لأنهم كانوا يردون الوصول إلى زوج امها الذي تورط في صفقة معهم و لم يدفع لهم أموالهم.
زفر أدم في ضيق فعلى ما يبدو أن الأخبار قد وصلت لابن عمه بأدق التفاصيل .
ترك هشام الملف من يده و نظر إلى أدم فوجده مطرق رأسه في الأرض.
- تحبها ؟
رفع أدم رأسه و هزه بالإيجاب.
إبتسم هشام ، يبدوا أنه عليه تحمل مسؤولية هذا الولد أيضا لكنه سيعلمه درسا قاسيا هذه المرة .
- لكنك الأن تخطفها .
دهش أدم عند سمع هذه الكلمات
- انا فقط انقذتها منهم
- و لماذا لم ترجعها إلى والدتها .
تهته أدم و هو يجيب
- انا، انا خفت أن يحصل لها شيء .
- خفت ، ام أردت أن تحصل عليها مثل ما تحصل على باقي الأشياء .
- انت مخطئ انا أحبها يا هشام ، هي تعني لي الكثير ، ليست مثل باقي الأشياء، انا حتى مستعد أن استغني عن باقي الأشياء من أجلها.
لوهلة تذكر عمه ، عندما ثار من أجل نجود ، مثله تماما يقول شيء لكن داخله هو خائف جدا ، و على عكس ما فعل جده قديما، هو سيسانده لكن بطريقته الخاصة.
- إسمع يا أدم ، ما فعلته انت هو جريمة ، انت إختطفت قاصرا ، حتى لو كنت تحبها هذا لا يشفع لك بشيء .
احس أدم بصدمة كبيرة ، لكن كلام ابن عمه حقيقي ، كان عليه أن يعيدها إلى والدتها بدل من كل هذا .
- سأعيدها ، لكن ماذا لو حاولوا أن يأذوها لقد حكت لي عن كيفية أنهم عذبوها، أثار سياطهم مزالت ترسم خرائط على جسدها .
- ما رأيك أن نعقد إتفاقا ، سأتصرف و سأحضر والدتها إلى هنا ، سأوفر لهما سكنا محترم و راتبا جيدا يعيشان به في المقابل انت ستسافر إلى مصحة في الخارج من أجل إدمانك ، انا أعلم أنك دخنت الحشيش البارحة و لا تبرر لي هذا و إلا خلعت لسانك من مكانه .
صمت أدم و شرد في الفراغ و هو يتذكر كل شيء فعله و كم أنه عديم مسؤولية ، و كل ما يفعله أنه يثبث للجميع عدم مقدرته على فعل اي شيء ، لكنه هذه المرة سيفعل كل شيء كما يجب حتى لو على حساب نفسه ، على نهى أن تسامحه لكنه مضطر أن يفعل هذا من أجل نفسه أولا ، من يريد التغيير عليه أن يتغير من أجله ، فالتغيير من أجل الغير لا يدوم فقد جرب ذلك حين وافق على ام يذهب إلى الإسكندرية و يتعالج ، فهو لم يكن مقتنعا بإدمانه بل أراد فقط أن يكون أفضل من أجل عائلته و خاصة والده .
- انا موافق ، قم بكل إجراءات السفر . سأتحدث مع نهى لأخر مرة و اسافر في أقرب وقت .
- حسنا ، معك يومان ، تحدث فيه مع والديك و نرمين هم يستحقون الكثير من التبرير .
خرج أدم من المكتب بدون إضافة أي شيء ، كأنه دخل شخص و خرج شخص آخر تماما .
فتح باب الغرفة الملحقة بالمكتب ، و خرج منه خالد .
- أتمنى أن تعلم الدرس هذه المرة ، لأنها اخر مرة اعطيه فيها فرصة و الشيء الوحيد الذي يشفع له هو تلك الصغيرة ، أحضر والدة الفتاة و الغي المحضر التي قامت به من أجل إبنتها ، عندما تحضرها أخبرني و سأتكلم معها ، لقد ذهبت و تكلمت مع نهى حين عاد إلى القصر فالصباح الباكر ، و أوضحت لها كل شيء و وعدتها أن تعود إلى دراستها و أن أطلق امها من ذلك الوحش ، الفتاة بريئة و لطيفة للغاية ، و اوصيتها أن يبقى لقائي بها سرا و أمام أدم انت من فعلت كل شيء و اعتقد انه هكذا يمكننا أن نرتاح قليلا من أدم.
- يشبهك كثيرا .
- ماذا تقصد ؟
- عندما أبدى تماسكا بالفتاة تذكرت حكايتك مع نجود .
زفر خالد في ضيق
- و أين هي نجود الأن ؟
- هل هربت مجددا؟ ، لسبب ما اعتقد ان هذه المرأة تحب الهروب .
- اخرس ، هي فقط لازلت غاضبة، جدتك طردتها من المستشفى .
ضحك هشام بسخرية .
- لا أعلم ماذا يكسبون من هذه الكراهية؟
- إنها حتى لا تعطيني فرصة لرؤيتها .
- و كيف حال روح ؟
- انت من المفروض أن تجيبني على هذا السؤال .
حدق هشام في عمه و بدا له أنه قد عرف شيئا ما ، و لا داعي للكذب عليه .
- لا أريد إخفاء شيء عنك ، انت في مقام والدي و لكن....
- انت خائف أن أحرمك منها كما فعلت مع يوسف و نرمين .
- انا حرمت من والدي في عز تعلقي بيهم ، لا أريد أن أحرم من اول شيء....
توقف هشام عن الكلام فالكلمات لم تعد تفي بالغرض ، لن تستطيع الكلمات شرح ما بصدره لكن عمه يستطيع فاكمل الجملة
- اول شيء أحببته أليس كذلك؟
احس بالخجل و الارتباك هذه اول مرة يتحدث فيها عن مشاعره تجاه فتاة و المصيبة أنه والدها .
- إسمع يا هشام ، لا أمانع هذه العلاقة ، و لن أحرمك منها لأني من ربيتك و انت أكثر من يتحمل المسؤولية سواء في العمل أو في البيت ، لكن روح وضعها خاص بالنسبة لي و لن اوافق على زواج او غيره إلا بعد أن أتأكد أنها سامحتني على ما مضى .
- ستسامحك بالتأكيد يا عمي ، قلبها طيب للغاية و هي تحبك جدا .
- و تحبك أيضا، لاحظت تلك النظرات و نحن في المستشفى اما انت فكنت واقعا فيها منذ زيارتنا لها في البيت .
إحمرت وجنتاه من الخجل .
- حسنا، اذا تمت الأمور بخير ، ستوافق على خطوبة .
- إذا كانت هي موافقة ، لماذا علي أن أعترض، اهم شيء هو سعادتها، لكن من أجل العادات و التقاليد فقط .
فجأ خالد ابن أخيه بلكمة موجعة في بطنه، ليصرخ هشام متألما
- لكني لم أخفي عنك، الموضوع في بدايته أصلا.
- لا فقط أحببت موضوع الضرب ، إضافة انك ستأخد إبنتي هذا اقل شيء كما أنني إبتعدت عن وجهك و هو شيء لم أفعله مع أخيك.
ضحك هشام بشدة و شاركه خالد الضحك .

انتقام الروح (الجزء1)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن