المكان : احدى البنوك الاستثماريه
الزمان : صباح الاثنين الموافق 4 من شهر نوفمبر فى الساعه الحاديه عشر صباحا
حاول سليم التماسك قليلا وزفر انفاسا عميقه علها تعيد له انتظام انفاسه وتخلصه من هذا الدوار العنيف الذى يحيط به الان بقوه
ولعن غبائه وكبريائه لانه لم يستمع الى نصائح طبيبه ( رافت) الذى اخبره بانه يجب ان يخضع للراحه بعد اصابته بدور الانفلونزا الاسيويه التى اصيب بها الشهر الماضى ضاربا بنصائحه عرض الحائط والذى حذره من امكانيه حدوث مضاعفات هو فى غنى عنها
وهاهى النتيجه تقع على راسه وحده فهو بالكاد خرج من عند صديقه مدير البنك وسار ثلاث خطوات فقط واصيب بعدها بهذا الدوار المفاجئ العنيف المفاجى ورغبه شديده فى القئ
وحاول التماسك اكثر وبدلا من ان يحاول الخروج من البنك اتجه الى ممر صغير وهو يستند على الحوائط حتى وصل الى مكان انتظار يجلس به بعض الاشخاص
وتمنى ان يصل الى اقرب كرسى له قبل ان ينهار كليا ولابد ان مظهره المهيب ونظراته الحاده الناريه للجميع حوله منعت الناس من تقديم العون له على الرغم من وسامته الشديده واناقه مظهره العام
وبالكاد وصل للمقعد ولكن قبل ان يلمس جسده المقعد اختل توازنه وكاد ان يقع ارضا ولكن يد المساعده قدمت له من مصدر غير متوقع وهو يد فتاه بيضاء البشره لها اظافر طويله مطليه بلون احمر داكن واستطاع سليم سماع صوتا لطيفا يقول له بحنان ادهشه : بالراحه خالص خطوه كمان وحتوصل للكرسى اللى وراك علطول
فكر سليم فى اللحظه الاولى فى دفع يدها عنه ولكنه لا يعرف لماذا لم يفعل وتركها تسنده حتى ساعدته على الجلوس على اقرب مقعد اليه
وشعر بها تجلس بجواره وقدمت له زجاجه مياه صغيره مغلقه اخرجتها من حقيبتها الانيقه ونصحته بلطف وهى تقدمها اليه قائله له بهدوء : اتفضل اشرب حضرتك الميه دى وحاول تنظم انفاسك علشان الدوخه تروح وكله حيبقى تمام انشاء الله
وبعد دقائق قليله استعاد سليم انتظام انفاسه مره اخرى ولايعرف ترى ما هو السبب فى ذلك هل هو صوتها الحنون الواثق ام عطرها الناعم المحمل بعبير الازهار ام لمساتها الرقيقه ليده وهى تضغط عليها بلطف ورقه شديده
وهنا انتابه الفضول فهو يريد رؤيه هذه الشخصيه التى ظلت بجواره مقدمه له الدعم فى حالته المرضيه العارضه فهو طوال الوقت الماضى كان ينظر الى الارض وبالتحديد على حذائها الانيق المرتفع الكعب......
والان بعد ان زال الدوار عنه فهو يرغب فى رؤيه وجهه منقذته المتطفله اللطيفه
فرفع عيونه السوداء الداكنه لتطالعه عينان بلون زرقه السماء المشرقه مع بشره بيضاء نقيه لاتشوبها شائبه واحده وغمازات رائعه على خدود ممتلئه وانف صغير مستقيم وشفاه صغيره ممتلئه مطليه بلون احمر داكن وغابات من شعر كثيف بلون اشقر كثيف مصفف بفوضى رائعه ذاتها انوثه بالغه......
أنت تقرأ
رؤيا سليم
Romanceمن هو القائل ان الانسان عندما يتقابل مع نقيضه يحدث بينهم النفور فبطله قصتنا تمثل البراءه والنور والجمال وبطل قصتنا يراها بانها الهاء لايريده فى حياته فهو يكره مثيلاتها فى النساء ترى هل تستطيع رؤيا النفاذ لقلب سليم المتحجر واختراق قلبه الذى احاطه باس...