الجزء الثامن

1.4K 83 11
                                    

وجهة نظر الكاتبة
عندما خرج تشارلز من الغرفة، انهمرت دموع ميشيل. وضع يده المرتجفة على فمه محاولاً كتم شهقاته، ثم مسح على وجهه وشعره المرتبك وهو يردد كلمات مطمئنة لنفسه بصوت خافت.

بعد دقائق قليلة، طُرق الباب ودخل رجل يحمل طبقًا من الطعام. كان يبتسم بهدوء وهو يضع الطبق أمام ميشيل. شكره ميشيل بصوت منخفض، فأومأ الرجل برأسه وخرج دون كلمة، تاركًا ميشيل مع أفكاره المضطربة.

وجهة نظر ميشيل
مر الوقت ببطء، شعرت وكأن الساعة توقفت عن الحركة. لم أكن أعرف ماذا أفعل أو كيف أتصرف.

"كيف أقرر؟ الرفض يعني الموت... لكن القبول يعني ترك حياتي خلفي... أمي، دراستي، كل شيء."

مسحت دموعي، لكن عينيّ كانتا تحرقانني من شدة البكاء.

"يجب أن أعيش. لا يمكنني التخلي عن حياتي، حتى لو كانت في عالم مختلف تمامًا."

وجهة نظر الكاتبة
بعد مرور ساعة و45 دقيقة، قُطع تفكير ميشيل بصوت طرق على الباب. نهض من مكانه بسرعة، ودخل تشارلز إلى الغرفة بنظرة قلقة. عندما رأى وجه ميشيل المتعب وآثار البكاء واضحة عليه، لم يستطع إخفاء شعوره بالذنب.

الحوار بين ميشيل وتشارلز

تشارلز: "ميشيل، هل كنت تبكي؟"
ميشيل، متجنبًا نظراته: "لا شيء... كنت أفكر فيما قلته لي سابقًا. التفكير فيه يجعلني أشعر بالغثيان."

تشارلز جلس بهدوء، محاولاً تهدئة ميشيل: "أنا آسف. لم أكن أريد إخافتك بهذه الطريقة. أردت أن أخبرك بطريقة أفضل، لكنني خفت..."

ميشيل، مقاطعًا: "خفت من ماذا؟"

تشارلز: "هل سمعت بقصة الفتاة التي اختفت قبل خمس سنوات؟"
ميشيل: "نعم، سمعت عنها. هل تعرف ما حدث لها؟"

تشارلز: "نعم. لقد كانت شريكة لرجل من عائلتي، لكنها رفضت الارتباط به. رغم علمها بالعواقب، فضلت الموت على أن تكون معه. في النهاية، ماتا معًا."

صمت ميشيل، بينما تابع تشارلز بنبرة مليئة بالصدق:
"أنا انتظرتك 15 سنة، ميشيل. كنت أعتقد أنني لن أعيش طويلاً. نحن المتحولين لا نستطيع الحياة بدون شركائنا. لأكون صادقًا، لم أتوقع أن يكون شريكي رجلاً، لكن ذلك لا يهمني. ما يهم هو أنك هنا الآن."

وجهة نظر ميشيل
شعرت بالتوتر يزداد داخلي. كان حديثه مليئًا بالحقائق التي لا أستطيع إنكارها، لكنني لم أستطع تجاهل الأسئلة التي تدور في ذهني.

ميشيل: "ولكن... كيف لقائد مثلك أن يرتبط برجل؟ ألا تحتاج إلى امرأة تحمل أطفالك وتستمر في قيادة المجموعة من بعدك؟"

تشارلز تنهد وأخذ نفسًا عميقًا.

تشارلز: "فيما يخص هذا الأمر، لا أستطيع أن أخبرك بالتفاصيل. ستذهب مع كوبا إلى أروري. هي حكيمة العائلة وخبيرة في الطب الشعبي. ستشرح لك كل شيء."

توقف للحظة، ثم قال: "لكن الآن، أخبرني. ما هو جوابك؟"

قرار ميشيل

ميشيل عض شفتيه، وأخذ وقتًا للتفكير. ثم قال بصوت هادئ: "أنا موافق... لكن لدي شروطي."

شعرت نظرات تشارلز تشتعل بالسعادة، وابتسامة عريضة ارتسمت على وجهه.

تشارلز: "هل ما سمعته صحيح؟ ستصبح شريكي؟ ستعيش معي إلى الأبد؟"

ميشيل: "توقف عن أحلامك. قلت لدي شروط."
تشارلز: "أخبرني. سأفعل كل ما تريده."
ميشيل: "أنا هنا للدراسة، وتبقى لي 10 أيام قبل عودتي إلى كندا. بحث تخرجي كان عنك، والآن أنت أمامي. لا أعلم إن كنت سعيدًا لأنني سأحصل على العلامة الكاملة أم حزينًا لأن حياتي انقلبت رأسًا على عقب."

تشارلز، بقلق: "هل هذا يعني أنك سترحل ولن تعود؟"

ميشيل: "سأذهب لأتخرج. وبعدها سأعود إلى مدينتي في أمريكا. سأخبر والدتي أنني... لن أراها مجددًا."

شعر تشارلز بالارتياح عندما سمع ميشيل يقول إنه سيعود.

تشارلز: "لن أمنعك من رؤية عائلتك، بل سأكون سعيدًا بمرافقتك. عائلتك هي عائلتي الآن، وأمك بمثابة أم لي."

ميشيل، بنظرة مليئة بالدهشة: "حقًا؟"
تشارلز: "بالطبع. لكن قبل ذلك، علينا أن نقوم بخطوة رسمية."

ميشيل، مستغربًا: "خطوة رسمية؟ ماذا تعني؟ هل تطلب يدي للزواج بعد ساعات قليلة فقط من لقاءنا؟"

تشارلز ضحك قليلاً وقال: "لا أقصد الزواج كما تعرفه. نحن المتحولين لا نحتاج إليه. أروري ستشرح لك كل شيء. تعال معي، سأساعدك على الوصول إليها."

وجهة نظر الكاتبة
أمسك تشارلز بذراع ميشيل بلطف، مساندًا إياه بسبب إصابته.

تشارلز: "أروري ستعالج قدمك. إنها خبيرة في كل شيء."

ميشيل أسند نفسه على تشارلز، مشى بجانبه بخطوات مترددة، لكنه شعر أن هذا الطريق سيغير حياته بالكامل.

اسرار رواندا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن