صراع من الماضي

"الفصل الرابع"

رانيا..حان وقت أنهاء هذه المهزلة أما أنا وأما هو
رددت ذلك بيني وبين نفسي وعيناي تشتعلان
غضباً و ناظري يتوقان لرأيت وجهه بعد دقائق

تمالكت غضبي،و هدئت من روعي،رفعت بجفناي
و صوبت عيني عليه ذلك الأمير الأكبر شرآصر،

رانيا:لهذا سبب أرسلت لقطع شبهات ومحاسبة الخونة
الذين يحاولن الأطاحة بولي العهد، لو سمح لي جلالتك
سأوضح الأمر للحاضرين.
بداية كلامي كنت أوجهه للمسؤلين وعيني على الأمير
الأكبر تتحداه وهو كذلك،وفي نهاية أستدرت لطلب
الأذن من الملك لتوضيح تلك صورة التي يملئها الغبار
،فرح الملك و هز رأسه بنعم

رانيا:ولي العهد هو الأمير الأصغر من الملك و الملكة،أرسل
للحرب وعاد منتصراً،بطبيعة الحال في البرية الوضع صعب
و الأمراض و الأوساخ منتشرة،لذا يبدو أنه قد أصاب ولي
العهد مرض من البرية سببه عدم تكيف مع البيئة المحيطة.
ردتت بكلماتي و أنا أشرح للمسؤلين ليبدون مقتنعين
حتى خرج واحد من بينهم و قال

:و أن كنتِ راهبة كيف تجرأين على وصف ولي العهد بضعف!.
قال بنبرة سخرية

رانيا..بتسمت على كلمات ذلك الأحمق منْ مَن يحاول أن
يسخر مشيت بضع خطوات لأصبح على مقربة منه وقلت

:لم أقل ذلك لقد قاوم ولي العهد أشرس مرض،أنا لم أقل
أنه ضعيف لكن أن كنت تظن ذلك..
تكلمت بنبرة هادئة يتخللها السخرية قطعت نهاية كلامي
تحذيراً له لينفض بكمه طويل بغضب و يعود لمكانه،هذا
أفضل قلت ذلك لنفسي بينما أبتسم وعدت لأتكلم

:أذن مرض ولي العهد ليس من لعنة،ومن أطلق تلك
الشائعة ربما يحاول تأطيره،قد يكون عدو للملك،
أو عدو للسموه،أو منافس يكن له البغض.
تكلمت وانا أشرح لهم جميعاً والملك يصفق ثم قال

:رائع!،تحليل منطقي.
ثم قال مرة أخرى مبتسماً ليقول

:بعد هذا من لديه شكوك؟.
سأل الملك الحاضرين و أغلبه قد أنزل رأسه للأسفل
لكن خرج نفس الرجل الذي قاطعني قبل قليل ليقول

:جلالتك ليس لدينا أي شكوك بالطبع،لكن العامة و الحلفاء
كيف سيصدقون من تحليل لراهبة صغيرة؟.
تكلم وهو يسأل الملك الذي هو الآخر نظر لي بمعنى
حلي الأمر،أخذت نفساً ثم قلت

رانيا:انا لا أتكلم دون برهان لكن يبدو أنك متسرع
لمعرفة كل شيء دفعة واحدة،أن مرض سموه معدي
وهو سبب في عدم كونه لعنة،فليخبرني احد من جنابكم
هل سمعتم من قبل بالعنة معدية؟.
سألتهم بستهزاء بينما هم يثرثرون مع بعضهم كلعادة وذلك
المسؤول الاحمق يدير وجهه ليسمع كلامهم ليعود ويقول

:ما هو الأثبات على أن مرض سموه معدي؟.
سأل هذا المسؤول مرة أخرى،هل ينوي أن يحرج اليوم

رانيا:هذا الأثبات.
رفعت بكم يدي ليرى جميع تلك البقع الحمراء التي تغطيها،
عادو للكلام بصوت منخفض لأسمع أحدهم يقول