تراءى لها من بين خيوط الضباب الكثيف سرابه وهو يطلب يدها أمام الجميع، بدا الأمر وكأنها تعيش في حكاية خيالية، حيث يتقدم الأمير للأميرة ويقبلها أمام الجماهير ليعيشا بعدها بسبات ونبات.
أحست سيرينا بحسيِّة ملمس يديه عندما رقصا على أنغام التشيلو، عندما خلا العالم من الجميع عداهما. سرت ببدنها القشعريرة المبهجة التي وردتها عندما مارسا الحب على سريره مرات لا تحصى بعد أن قدحت شرارة الشغف بينهما من جديد.
اختلطت دموعها بماء المِرَش فيما كانت تسند ذراعها على حائط الحمَّام الرخامي المندَّى بحبات الماء الساخن. وقفت سيرينا بكتفين هامدتين وبرأس منحني للأسفل، وقد كان شعرها المبلل ملزوزًا على رقبتها وكتفيها، حيث شعرت بقبلاته الرشيقة على بشرتهما، حينما كان يدفن يطبع اللثمات الرقيقة وهو يدفع نفسه داخلها بروية، حيث يدع دواخلها تسحبه للداخل وتعانقه بشوق وهي تعتصرها بعسيلتها الوشيكة.
ثمَّ إنَّها انتفضت فجأة وراحت تغسل عانتها وما بين فخذيها لتمحو ما قد يكون هنالك من نتاج جماعها مع خطيبها.
حدث ذلك عدة مرات، حيث تجد نفسها مستيقظة في سريره بجسدها العاري. لم تعرف سيرينا كيف لها أن تسمح له بأن يساررها بعدما أن شدَّف قلبها بقسوة ذلك اليوم. لم تعرف كيف استطاع أن يتمكن منها مجدَّدًا، لتجد نفسها تتأوه ببهجة يمنحها هو. لم يأتِها إلا عندما ترجوه لفعل ذلك، كان يخيفها ويثيرها الأمر بشكل ما. كان الكُمِتشو آيزن يدبُّ الرعب في قلبها، ولكنه كان يتحسسها، ويقبلها، ويلعقها، ويمسِّدها حيث أرادت بالضبط، لينتهي بها المطاف تأن باسمه وهو يواقعها.
على أن تلك هي الخطة؛ حذَّرها كيسكي-سان من معاندته أو إثارة حنقه، فقد طلب منها الأخير أن تلبي له ما يريد على كافة الأصعدة، بل وتريه أنها مستسلمة إليه بشكل كليٍّ، وأن ليس لها إلَّا طاعته. لم تحسب سيرينا أن يكون ذلك هيِّنًا، ولكنها قبلت وتنازلت على أمل أن ما ستفعله سيصبُّ في صالحها، ولكنهت وجدت نفسها تستمتع بمطارحته الفراش أكثر من اللازم، وأنَّها تنتظره ليغويها كي يفترشها.
كان الأمر قذرًا إلى حدٍّ لا يطاق، كلما استيقظت ووجدت نفسها عارية في سريره، راودتها أفكار عن مدى شناعة ما تقترقه، فعقدت العزم على أن تصطنع الاشمئزاز منه على الأقل، ولكنه يتلاشى بمجرَّد أن تراه ينظر إليها بعينيه المخترقتين، أحيانًا تصمد أكثر بقليل إلى أن يتحسسها بيديه اللَّيِّنتين.فركت سيرينا عورتها بقوة حتى شعرت بالألم، ولكنها لم تأبه بذلك، كلَّ ما أرادته هو أن تزيل أثره منها. فكلَّما تذكَّرت سيرينا كيف تصرخ وتتأوه أسفله كعاهرة ماجنة، اجتاحتها لحَّة بالتَّقيُّؤ. نفضت الأخيرة إسفنجة الاستحمام من يدها عندما تآلمت بشدِّة وانهارت على الأرض تبكي. كان صوت نشقاتها الضعيفة غير مسموع في خضم مياه المِرَش التي أمطرت عليها، ولعلَّ ذلك كان أفضل؛ ألَّا يسمع أنينها أحد.