الفصلُ الحادِي عَشر

228 12 4
                                    

كان عليها العثور على غين. حالًا.

أخذت سيرينا نفسًا عميقًا قبل أن تنزل من السيارة التي أقلتها من المطار إلى لاس نوشيس، ثم إنها نظرت إلى المدخل الداخلي لتجد غين واقفًا هنالك لاستقبالها هي وآيزن.

آيزن. ازدردت سيرينا لعابها. مالذي فعله الأخير حتى أثار حنق الغرفة 46 لدرجة استدعائه إلى المركز الرئيسي في العاصمة؟ اللعنة، الأمر بالتأكيد له علاقة بها وبما حصل في إيطاليا. كانت متأكدة من ذلك. ولكن إن كان ذلك صحيحًا، لمَ لم يستدعِها الجهاز هي أيضًا؟ الأمر محير. ولكن لم يبدُ آيزن متفاجئًا البتة عندما طلب ذلكما الاثنان منه المجيء معهما. بث الأمر القشعريرة في بدن سيرينا. كيف لهما أن يتجاوزا الحراسة ونظام الأمن بتلك السهولة؟ ألهذه الدرجة هم نافذون وأصحاب سطوة؟ أيجب عليها الآن أن تقلق إزاء النظام الذي يحافظ على أمن الياكُزا ويسيطر عليه؟

حركت سيرينا رأسها بحركة ساخرة. هذا ما ينقصها. كان ما في جعبتها ما يكفى حتى تصبح الغرفة 46 أحد الأمور التي يجب عليها الاحتراز منها الآن أيضًا.

كاتزو.

رمقت سيرينا خاتم خطوبتها وهو يبرق تحت أشعة الشمس. هل سيكون آيزن بخير؟ لحظة، لمَ قد تهتم لأمره؟ أوليس هو الذي بدأ بالأمر؟ ما يحدث الآن هو نتاج حتمي لما يفعله... أو يخطط له. هزت رأسها نافضة إياه من رأسها، وعندها لاحظت امرأة تراها لأول مرة تقف بجانب غين. رفعت سيرينا حاجبيها إثر ذلك، ثم إنها اتجهت نحوهما بخطا حاولت جعلها ثابتة.

"سيرينا-تشان!" قال غين بلهفة دراميَّة عندما صارت أمامه. "هل أنتِ بخير؟"

أومأت الأخيرة بحذر وهي تنظر للمرأة الجديدة. كانت امرأة طويلة ذات شعر أرجواني طويل، ونهدين... عامرين وكانت تنظر إلى سيرينا بعينين أرجوانيتين مزرورتين.

"أجل، آمل ذلك." قالت سيرينا غير محركة عينيها عن المرأة. "ولكن سوسكي—"

"لقد وصلنا الخبر." قاطعتها المرأة ذات الشعر الأرجواني بحدة.

كانت ابتسامة غين قد زادت اتساعًا قبل أن يقول: "سيرينا-تشان، يسعدني أن أعرفِّك بالآنسة كيريو هيكيفونَي: رئيسة خدم لاس نوشيس، ومربية آيزن-تايتشو."

اتسعت عينا سيرينا دهشة وهي تنظر إلى هيكيفوني، والتعبير على وجه الأخيرة لا يُنبئ بالخير.

•••

"لورد سوسكي هيروشي آيزن." جأر صوت حازم، مجلجلًا القاعة الرئيسية للغرفة 46. "هل تعرف لماذا حضرتك قد استدعيت إلى هنا اليوم يا سيدي؟"

وقف آيزن في وسط القاعة، إذ أحاطه العجائز الست وأربعين، الذي يطلقون على أنفسهم حكماءً، أثارت الكلمة السخرية في نفس آيزن، حتى أنه لوهلة، لمجرد وهلة، كادت أن تهرب ضحكة خفيفة من بين شفتيه، ولكنها بالطبع لم تفعل، حيث أنه أجاب:

سرابٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن