الفَصلُ العَاشِرُ

406 15 8
                                    

كل شيء حال إلى الخراب فجأة.

هسهس إيتشيغو اللعنات بخفة وهو في مسيره في أحد شوارع مدينة ناروكي متجهًا نحو نادي إكسكيوشن في مهمته الرسمية الأولى كعميل لوكالة الغوتي. المهمة التجريبية. دحرج إيتشيغو عينيه بسخط عندما تذكر زيارته للوكالة... السيرك إن صح التعبير، والآن بات أحد مهرجيها المحتملين. لم يعرف إيتشيغو لماذا، ولكن ومنذ ليلة رؤيته لآيزن يهدد كوغو غينجو وحياته انقلبت رأسًا على عقب بسلسلة من الأحداث السريعة. وكلما أغمض عينيه يتذكر كيف ومتى حدث ذلك، يشعر وكأن الأمر حدث البارحة، وفي أحيان أخر يشعر وكأن سنين مضت على ذلك. ربما كان طائشًا وقد تسرع بقراره بالانضمام إلى مكتب الغوتي، ولكنه -وإن كره الاعتراف بذلك- هو بحاجة إليهم؛ كان يعرف تمام المعرفة أنه لن يستطيع المضي قدمًا في أمر كبير كهذا بأن يعول على نفسه فقط.

دفن يديه بجيبي بنطاله وهو ينفث الهواء الساخن من أنفه بعد أن تعانق حاجبيه بعزم؛ لولا هدف المهمة وقربها من سيرينا لما قبل بالأمر برمته، فوفاة ريروكا بثت شيئًا مشبوهًا في نفس إيتشيغو منذ البداية، والآن وبعد حصوله على المعلومات الجديدة حول ريروكا، تحول شكه إلى يقين. ريروكا قُتلت في جريمة دبر لها تدبيرًا حسنًا، والأمر كان له علاقة بسيرينا، كان متأكدًا من ذلك، لاسيما بعد أن رأى حقيقتها تنبلج أمامه على شاشة بمساحة الحائط. وربما، فقط ربما، كان لغينجو ذاك علاقة بالأمر أيضًا، فلا تزال كلماته قبل وفاته بيوم ترن في رأسه، كانت مبهمة وخالية المعنى حتى صرخ بهيستيرية عندما دخلت سيرينا إلى الخط.

سرت القشعريرة بجسد إيتشيغو لدى تذكره الأمر.

سيرينا كانت ابنة عائلة مافيا صقلية قوية تدعى آل موزيتي، وآيزن أعلن خطبته منها في بلدها الأم، الأمر الذي جعل شأن الياكوزا هنا يتزلزل.

سيكون إيتشيغو كاذبًا مريعًا إن لم يعترف بينه وبين نفسه بأنه خائف؛ الأمر بات جد خطير، والتراجع لن يجدي نفعًا الآن. وسيكون كاذبًا مريعًا أيضًا إلم يعترف أن حقيقة سيرينا أدهشته حد الصعقة. لم يفكر إيتشيغو مرة بالسؤال عن حياة سيرينا قبل أن يتعرف عليها، إذ أن الأمر كان يخصها ولا علاقة له بالموضوع طالما أنها لم تفتح حديثًا إزاء الأمر. وفي الحقيقة، إيتشيغو لم يلُمها، ولم يكن لديه أدنى ذرة عتاب تجاهها لإخفاء هويتها عنه وعن الجميع، وإنما شعر بالتعاطف معها، ولذلك هو هنا بالأصل.

استوقفه حراس بوابة النادي ليسألوه عن سبب زيارته، فأراهم بطاقة نية انتساب زوده بها الغوتي، فسُمِح له بالدخول.

كان المكان هادئًا يوحي بالشهوانية بسبب ألوانه الباهتة الموحية. كان هادئًا على الرغم من هسهسة الزبائن وصوت همساتهم، ولم يخلُ من قعقعة الزجاج وطقطقة الأكعاب العالية على الأرض. كانت الأضواء باهتة لحد ما، وألوان الجدران والأثاث مريحة للعين، ما أعطى إيتشيغو شعورًا مفاجئًا بالنعاس.

سرابٌحيث تعيش القصص. اكتشف الآن