سرابٌ

الفصلُ الأَوَّلُ

نهاب واجفين من هذا الذي لا يُرى، ونعبد ذلك الذي لا يُرى

*

متجر «أونيغايا» للخدمات الغريبة.

السَّاعة 10:18 مساءً.

تنهَّد إيتشيغو كوروساكي وهو واقف أمام باب المتجر الذي يعمل فيه وتثاءب بتكاسل بعد أن قضى يومًا مضنيًا في العمل. وضع يده على مقبض الباب القارص الذي وشى ببرودة الطَّقس بالخارج، وفي اللَّحظة التي أراد فتح الباب باغتته يدًا حديديَّة من الوراء. "إلى أين تظنُّ نفسكَ ذاهبًا، إيتشيغو-تشان~؟"

كان من الصَّعب عليه ازدراد ريقه قبل أن يتكلَّم بسبب القبضة الفولاذية التي انقضَّت على ياقته من الوراء. فتل رقبته بما يستطيع كي يرى وجه ربَّة عمله. "إنَّه وقت انصرافي..؟"

"هاه؟" مطَّت فاهها بامتعاض. "ليس قبل أن تكمل تلك المهمَّة اللَّعينة التي أوكلتها إليك."

لابدَّ وأنَّها تمزح معي!

"لا تنظر إليَّ هكذا كالمغفَّل!" نفضته من يدها ليلتصق ظهره بالجدار. "اذهب واعثر على ذلك الجرو اللَّعين، أريد أن أعيده إلى صاحبته غدًا!"

فرك مؤخَّرة رأسه واصطكَّت أسنانه حتَّى بات بإمكانك سماع صوت صريرها وهو يحاول كظم غيظه. قال بنبرة هادئة واثقة بعد أن أبرز صدره وجلَّس جذعه مقاطعًا ذراعيه: "أنا أرفض."

لم تبدُ المفاجأة على صاحبة المتجر. "أوه، هكذا إذن."

ارتعش بدنه إثر تلك النَّبرة. لا تقل لي أنَّها ستربطني بالشّريط اللَّاصق مثل تلك المرَّة!

"وأنا أرفض أن أعطيكَ مرتَّبكَ لهذا الأسبوع. والآن عن إذنك أريد إعداد العشاء." وباشرت بأولى خطواتها إلى الأعلى حيث كان المنزل الذي تعيش فيه.