كان نادي أكسكيوشن ملاذًا للأشخاص الذين ذاقوا مرارة الحياة الصَّعبة. لم يكن النَّادي لينظر إلى خلفيَّات أعضائه لدى انضمامهم إليه. فمنهم مَن كان رجل أعمال ناجح خانته التِّجارة في لحظة أودت بحياته المهنيَّة، ومنهم من انفصل عن فرقته الموسيقيَّة بسبب خلاف غير ضروريٍّ مع أحد أفراد الفرقة، والتي خسرت حملة انتخابيَّة بسبب فضيحة جنسيَّة، والذين تشرَّدوا وجوِّعوا بفعل قروض المصارف، ومنهم مَن بُدِّدوا بسبب العمل المكتبي لأربع عشرة ساعة يوميًّا، ومنهم من رُفضوا من عوائلهم بسبب تخييب سقف توقُّعاتهم، ومنهم من أُتُّهم بجريمة قتل أطاحت بحياته كلِّها، وهكذا دواليك. نادٍ يقدِّم لك حياة جديدة مقابل أن ترهن حياتك له، وحينما يأتي وقت ردِّ العرفان لا يجدر بك إلَّا أن تردَّه حينما يطلب منك ذلك. سبعمائة وسبعون ألف عضو حول العالم، سبعمائة وسبعون ألفًا أنقذهم نادي أكسكيوشن من الوقوع بوحل الفقر والدَّعارة والاكتئاب أو انتشلهم منه. النَّادي الذي لطالما حلمت ريروكا دوكوغامينَي ترقِّي أعلى دَّرجات عضويَّته. ولتفعل ذلك، كان عليها فعل المزيد من ردِّ العرفان، وقد فعلت...حتَّى جاء ردُّ عرفانها الأخير، والذي بفضله كانت لتصبح حيثما طمحت، وقد كان يومًا أسودًا في حياتها القصيرة، اليوم الذي اكتشفت فيه أنَّ لنادي أكسكيوشن جانبًا مظلمًا ما كانت لتكتشفه لولا سذاجتها.
كانت الأرض مبتلَّة بماء الغيث إذ لهثت بشدَّة وهي تركض مسرعة وتشقُّ طريقها إلى الأمام على رصيف المشاة، وهي تسبُّ وتلعن نفسها بسبب طموحها الذي أوداها إلى هنا. كان الهواء باردًا أحرق رئتيها مع كل نفس شهقته، وعندما أصبحت عند باب منزلها ألقت نظرة على محيطها لتتأكَّد أنَّ لا أحدًا يراقبها، ثمَّ إنَّها فتحت الباب بيدٍ راجفة ودلفت إلى الدَّاخل بخطًا غير واثقة.
ذلك الأحمق! لقد أفسد كلَّ شيء!
أغلقت الباب وراءها وعصفت إلى غرفة نومها في الطَّابق العلوي باضطراب. أبعدت بساطًا مزركشًا من على الأرض وحرَّكت البلاطة غير المثبَّتة بيدين مرتعدتين لتُخرِج من المكان السِّرِّيِّ جوازات سفر مزوَّرة وحزمتين نقديَّتين من المال غير القابل للتَّتبُّع؛ تنهَّدت مطمئنَّة الآن لتدسَّهم جميعًا بحقيبة لتنزل إلى الأسفل ولكن ما إن وصلت إلى غرفة الجلوس حتَّى أوقعت ما كانت تحمله.